الجمعة ٠٩ / مايو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب: "شباب" وزارة البترول فوق الستين

فى اتجاه مناهض لاتجاه الدولة تأتى قرارات المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية فى أمور كثيرة سوف نتناولها بأمانة ودون تزيد ولكن آخرها هو قرار أصدره الوزير فى ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء وهو اختيار المحاسب هشام على حسن مستشارًا للرقابة المالية لهيئة الثروة المعدنية.. وإلى هنا انتهى قرار الوزير ولكن بادئ ذى بدء أنا ليس لى علاقة من قريب أو من بعيد بهذا الرجل ولا أعلم عنه إلا كل خير ولكن الأمر نظرًا لحالة التناقض التى تصل إلى حد الشيزوفرينيا فى قرارات متضاربة للسيد وزير البترول- فنجدها تصيب بعضها البعض على طريقة النيران الصديقة فى المعارك -

أتحدث عن قصة الهدف الثالث فى الترتيب من بين 7 أهداف فى برنامج تحديث قطاع البترول وهو التنمية البشرية:

وعنوانه الرئيسى الذى فرغنا أنفسنا لنشر رسائل الوزير الإعلامية المبشرة فى هذا الأمر منذ اعوام حتى كدنا نصدق أن قطاع البترول يسير فعلًا فى نفس اتجاه الدولة.. والعنوان الذى أتقن الوزير نطق حروفه دون تلعثم أو إجهاد مقلتيه فى استيضاح مكنون الكلمات المجهز لها مسبقًا.. هى تعظيم الاستفادة المثلى من العنصر البشرى بالقطاع، وتطوير ورفع كفاءة العاملين، ووضع نظم حديثة لإدارة الموارد البشرية لتكون الكفاءة هى العنصر المحدد للتقييم بالقطاع وأهم ما تم تحقيقه حتى الآن ــ حسب ما هو مدون فى صدر موقع وزارة البترول والثروة المعدنية ــ هو:

• إعداد خطط التعاقب الوظيفى للمناصب القيادية للقطاع والإدارة الوسطى مع التأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية.

• تم تدريب الدفعة الأولى من برنامج إعداد وتأهيل القيادات الشابة والمتوسطة بالتعاون مع الشركاء الأجانب وأكبر الجامعات الدولية بشكل عملى بمواقع هذه الشركات داخل وخارج مصر.

• إطلاق النسخة الثانية من برنامج إعداد وتأهيل القيادات الشابة والمتوسطة لاختيار أكفأ العناصر الشابة وجارى العمل على إجراء الاختبارات والتقييمات المخططة وفقًا لأحدث الطرق العالمية.

وعبارات أخرى رنانة ربما يحفظها البعض من كثرة ترديدها.. أتعرفون منذ متى وأنا أسمع هذا الكلام وأتلقاه لينشر دون تدخل بإضافة أو حذف باعتبار أن ما ينطق به السيد الوزير أخبار سارة ومبهجة منذ عام 2016. ولكن مع توافد السادة المستشارين الذين عبروا سن الستين على مواقع بعضها مستحدث وبعضها قائم بالفعل دون أن أجد للشباب المعلن عن تأهيله وتدريبه وتجهيزه أى أثر لأجد المثل القائل أسمع كلامك أصدقك أشوف امورك أستعجب.

أين بذهب الشباب الذى أعلن عنه الوزير وتم تأهيله وتجهيزه فى شركات لم يجد من يحمل مسئوليتها وتركت فارغة لشهور طويلة بعد خروج قياداتها للمعاش.. أين الشباب من مواقع داخل هيئة البترول لنواب سكنت مكاتبها الأتربة وعانقت أسقفها العناكب.

أين الشباب وأروقة وزارة البترول ومطبخها الذى أدار منظومة كان يحسدنا عليها العالم وقت أن كان سامح فهمى وزيرًا تجد من بينهم شبابًا فى أعمار تتراوح ما بين العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من بينهم شريف إسماعيل وطارق الحديدى وعبدالله غراب وشامل حمدى وأسامة كمال ومحمود أنور وإيهاب رجائى وغيرهم كثر.. ليخرج من بينهم رجال مهمات صعبة أنقدوا شركات من الإفلاس بقيادتهم وتولى أمر هيئة البترول رؤساء ووزراء وأحدهم رئيس وزراء..

أما الآن فى أروقة وزارة البترول يوجد السيد إبراهيم خطاب الذى عانق الخامسة والستين أو السيد هشام لطفى الذى خرج للمعاش وحوّل وزارة البترول إلى طرف معه فى الصراع لاقتناص مقعد بمجلس نقابة المحامين وكلاهما لا يعلم عن القطاع إلا كعلم المتذوق للحم البعير!!

وكل المواقف التى يتعرض لها القطاع تكشف معالجتها عن ضحالة الفكر وغياب الوعى ليس لعدم وجود من يصلحون للقيام بكل المهام.. ولكن لتجاهل آراء من يعلمون والاستعانة بمن يتآمرون.. حتى أصبحت علاقة القيادات الذين ينزفون العرق فى مواقع العمل ليل نهار أو قيادات داخل هيئة البترول بموقع إصدار القرار فى الوزارة كعلاقة علماء الفضاء بمختبر يسيطر عليه لاعب كرة.

وأتحدث عن القيادات التى تعمل فى الحقول وداخل دواوين الشركات وفى ردهات هيئة البترول مكاتبها التى تخاصمها الرفاهية ليل نهار، ونحمد الله أن هؤلاء يعملون وفقًا لاستراتيجية تأسست وانطلقت على يد عظماء وعمالقة منهم على والى وعز الدين هلال ورمزى الليثى وأحمد كامل البدرى وحسب النبى عسل وحمدى البنبى وسامح فهمى والسيد الخراشى وغيرهم لا يتسع المجال هنا لذكرهم.

وأدعو الله أن يستيقظ السيد وزير البترول وزير البترول ليلحق بركب الدولة التى وضعت تمكين الشباب عنوانًا تسعى إليه فعليًا ونراه فى قطاعات كثيرة واقعيًا.