
ناصر أبو طاحون يكتب: المشير طنطاوي و قلب الدولة الصلب

وضعت الاقدار المشير محمد حسين طنطاوي على رأس السلطة في بلادنا في لحظة اضطراب و ثورة و تجاذبات عنيفة داخليا و خارجيا
واستطاع طنطاوي أن يعبر بالبلاد تلك الفترة بنجاح و ثبات رغم المحيط المضطرب الذي تضربه موجات النار من داخله و خارجه
تسلح طنطاوي بوطنيته التي ليست محل جدال أو نقاش، فضلا عن تجرد و صدق نوايا و إخلاص للمهمة المقدسة في لحظة فارقة من عمر الوطن
و نجح طنطاوي في المهمة و أنهى الفترة الإنتقالية بأقل قدر من الخسائر و سلم السلطة إلي من جاءت به انتخابات لم تكن حاسمة بشكل كبير
ساعد طنطاوي وحدة الجيش و انضباطه التام، بالإضافة الي سبيكة الشعب المصري المتفردة العصية على التفكيك
انتهت مهمة المشير بسلام و غادر موقعه و سلطاته التي تجمعت في يديه على غير ترتيب منه أو سعي إليها
ترك المشير كل ذلك إلي حياته الخاصة
من حق كل شخص أن يختلف حول الأداء العام لأي سياسي أو يتفق معه أو يؤيده.. من حق كل شخص أن يرى في المرحلةالإنتقالية أخطاء أو تجاوزات، لكن معظمنا غابت عنه كل الحقائق و التفاصيل، و اكثرنا لم يكن يرى سوى جزء من الصورة و يختفي عنه بقية المعلومات
سطر المشير طنطاوي تاريخا كبيرا عبر الاداء العسكري كمقاتل خاض حروب مصر مع العدو الصهيوني أو كقائد للقوات النسلخة المصرية ، و أكمل المهمة بقيادة الدولة سياسيا في لحظة تحول خطيرة بسلام
اختلف البعض مع طريقة إدارة المرحلة الانتقالية، لكن معظم من اختلفوا كانوا يريدون ادارة المرحلة لصالح تياراتهم أو احزابهم
و منهم من اختلف مع غيره و حتى داخل نفس تياراتهم التي انفجرت كان الخلاف سيد الموقف طوال الوقت
ما أعلمه و تعلمته من اساتذتي ان الدول في لحظات التحول لا تملك ترف الخلاف او الصراع او الكلام، إنما يجب ان يتحرك قلب الدولة الصلب بقوة و سرعة و حسم للحفاظ على الدولة من مخاطر الفوضى و الانهيار
و قلب الدولة المصرية الصلب تتمثل في الجيش و حوله كل مؤسسات القوة في البلد
و قلب الدولة الصلب هو الذي يتولى مهمة الإسراع بنقل الدولة من مرحلة الريبة و الشك الى مرحلة الاستقرار و إنتاج شرعية جديدة
حدث هذا مع الوفاة المفاجئة للزعيم الخالد جمال عبد الناصر
و تكرر مع مقتل السادات في حادث المنصة
و تكرر ثانية مع طنطاوي في ثورة يناير و خلع مبارك
و في تلك المهمة نجح طنطاوي و عبر بالدولة فترة المخاطر و أنهى المرحلة الإنتقالية و سلم المهمة للشعب عبر انتخابات، تفتت فيها ، و تصارعت، القوى التي اختلفت مع المشير، و كان ما تعرفونه جميعا من احداث احتاجت ثورة شعبية و تكاليف باهظة للتخلص من اثارها
رحم الله المشير طنطاوي برحمته الواسعة
[caption id="attachment_76273" align="aligncenter" width="800"] طنطاوي[/caption]
طاقة نيوز