
الشيخ سعد الفقي يكتب: نبي الرحمة

رحمة النبي صلي الله عليه وسلم كانت لعموم البشر فقد كان رحمه للعالمين للعدو والحبيب للبشر والحجر رحمه للحيوان والنبات قبل صدور المواثيق الدوليه والعهود من جميع المنظمات كان محمد الرحمه المهداه للعالمين( وماأرسلناك الا رحمه للعالمين ) الرحمه بأصحابه ( محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم ) الرحمه بالعدو فقد كان يأمر أصحابه وقت الحرب الا يرعوا طفلا ولا سيده ولايقلعوا شجرا بل هو من شدد علي رعايه الأسير واكرامه وحسن معاملته وجاءت أيات القرأن الكريم لترسم العلاقه التي يجب ترسيخها لمعامله الأسير ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا انما نطعمكم لوجه الله ) فقد ساوي القرأن في اياته بين اطعام المسكين واليتيم والأسير بميزان العداله ليس هناك أرقي من هذا القانون السماوي الذي سبق كل التشريعات الوضعيه .الرحمه بالحيوان فقد دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار فوجد فيه جملا يبكي وسأل نبي الرحمه لمن هذا الحائط قالوا لفلان من الانصار فعاتبه صلي الله عليه وسلم وقال انه يشكوك انت تجيعه وتحمل عليه فوق طاقته . الرحمه بالنبات وكانت توجيهاته في وقت الحرب بالمحافظه علي البيئه وحذر من هؤلاء الهمج الذين يعيثون في الأرض فسادا عندما يهلكون الحرث والنسل .الرحمه بالكبير والصغير فقد كان صلي الله عليه وسلم يحنوا علي الصغير ويربت علي كتف الكبير ويشمله بالرعايه والعنايه وكان يقبل الحسن والحسين حتي قال له أحد الصحابه ان لي عشره من الابناء ماقبلت منهم أحدا فقال له المعصوم صلي الله عليه وسلم ( من لايرحم لايرحم ) الرحمه بالخدم يقول أنس بن مالك رضي الله تعالي عنه خدمت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنين ماقال لي أف فط .الرحمه سلوك نبيل وقد دخلت امرأه النار في هره حبستها لا هي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض .وغفر الله عز وجل لامرأه من بني اسرائيل كانت غانيه لانها سقت كلبا . الرحمه بالوالدين ( وأخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا ) يالها من توجيهات سبقت كل التشريعات في رسم خريطه للوئام ومد جسور الود بين الناس جميعا مهما اختلفت العقائد والألوان والأجناس .نبينا محمد صلي الله عليه وسلم اضرب لنا المثل والقدوه في التوضع فقد كان يخدم نَفسه، ويحلب شاتَه، ويغسل ثوبه، ويرقّع بردته، ويأكل مع الخادِم، ويعود المريض، ويعين أهل بيته، ويحمل مع خادمه أغراض السّوق. لم يكن يجلس في مكان متميز وسط أصحابه؛ حتى أنّ القادم لَيتساءل: أيكم محمد؟ فكان يوصي بالشّجر ألا يُقطع، وبالنّساء والصّبيان وأصحاب الحاجة، كان يقضي حاجة الأرملة والمسكين والعبد، ويحمِل الضّعيف على دابته، ويلاطف الصّغار بكلمة وبسمة ولمسة حانية.هو العظيم الذي يرفض التّعظيم... يقول لأصحابه: "لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم يُعظّمون ملوكهم"... وإذا سار في جماعة سار خلفهم كي لا يتأخر عنه أحد! لم يعتريه الكِبر... ولم يتعاظم على أحد... ولم يَقبل أن يُفضّله أحد على الأنبياء. الشيخ / سعد الفقي من علماء الأزهر الشريف طاقة نيوز