أسامة داود يطرح : 6 تساؤلات مشروعة حول "صفقة" معمل تكرير أسيوط؟

وسط جو من التفاؤل وسيل الاخبار المتدفقة من وزارة البترول استوقفنى خبر توقيع مذكرة تفاهم بين شركة اسيوط لتكرير البترول وشركتي انبي وبتروجت بشأن انشاء وحدة تكرير جديدة لمضاعفة انتاج معمل تكرير اسيوط بهدف زيادة حجم المنتجات البترولية للصعيد وتصل القدرة التكريرية للوحدة المزمع إنشاؤها الى 5 ملايين طن من الزيت الخام سنويًا ليتم مضاعفة الطاقة التكريرية لمعمل أسيوط الذى تصل طاقته الحالية الى 5 ملايين طن أيضًا وبتكلفة استثمارية تصل الى نحو 6 مليارات جنيه.   [caption id="attachment_80652" align="aligncenter" width="1200"] معمل تكرير أسيوط[/caption] يستهدف المشروع الجديد- طبقًا لما أعلنته الوزارة- المساهمة في استدامة تشغيل المشروعات الحالية والمستقبلية شاملة وحدة لاسترجاع الغازات ( البوتاجاز )، حيث يأتي ذلك في اطار التوسعات المستمرة بالمصفاة التي تعد الركيزة الاساسية في تأمين امدادات المنتجات البترولية لصعيد مصر. الاهداف هامة والمشروع بمواصفاته لابد وان يكون جيدا.. ولكن لابد وان يتم مناقشة الامر بتروٍ وبعيدًا عن التشنج والعبارات الرنانة. أولا كم تبلغ الطاقة التكريرية لمعمل تكرير أسيوط الذى أنشىء فى الثمانينيات من القرن الماضى؟ الاجابة 5 ملايين طن؟. وكم يصل حجم التكرير السنوى الذى يقوم به المعمل؟ الاجابة هى 2.6 مليون طن فقط .. وهذا طبقا لما صدر فى تقرير الجمعية العمومية لشركة   أسيوط لتكرير البترول الاسبوع الماضى وعن العام الماضى2020. وإذا كانت الطاقة التكريرية للمعمل القائم 5 ملايين طن وما يقوم به من تكرير يصل الى 2,6 مليون طن فإن نسبة الاستفادة لن تزيد عن 52% فقط من الطاقة الاستيعابية للمعمل ، فلماذا تقرر ان يتم انشاء وحدة أخرى بطاقة 5 ملايين طن؟ من الأولى توفير خام لسد احتياجات الطاقة المعطلة بالمعمل؟ والسؤال : أليس من الاولى توفير خام لسد احتياجات الطاقة المعطلة بمعمل تكرير أسيوط الذى يعمل بنصف طاقته تقريبًا؟. أليس من الأوفر تشغيل الطاقة المعطلة به بحيث سوف تعتمد على نفس القوى البشرية التى تتولى تشغيل المعمل بطاقته الحالية بالاضافة الى تحقيق وفورات باستغلال نفس اللوجستيات من خطوط ودفاع مدنى وأمن صناعى وتكاليف تشغيل ثابتة وهو ما سوف يؤدى الى توزيع المصروفات التشغيلية وغيرها على ضعف الكميات المكررة حاليًا؟.. وبالتالى تنخفض تكلفة تكرير البرميل من البترول. لاأحد يقف ضد تطوير معمل تكرير أسيوط. وكان مؤخرا تم تطويره بإستثمارات تصل الى 1.3 مليار جنيه ، فهى خطوة ضرورية وهامة ومطلوبةو تضمنت الاحلال والتجديد ودعم انظمة السلامة وحماية البيئة ضمن استراتيجية الوزارة في هذا الإطار، ويشمل ذلك عدد كبير من المشروعات في مقدمتها المجمع الجديد لانتاج البنزين عالي الاوكتين الذي تم تشغيله تجريبيا بنجاح، وانشاء عدد جديد من المستودعات للسولار ووقود الطائرات وغيرها ، والتطوير الشامل للوحدات الانتاجية الحالية، ومشروعات التحول الرقمي لتطبيق نظامي ادارة الموارد والاصول، والبرمجة الخطية لمصافي تكرير البترول ، علاوة على مشروعات الرصد الذاتى للانبعاثات الغازية واحلال وتجديد نظم الانذار والاطفاء التلقائى ، ولكن لماذا انشاء وحدة جديدة بطاقة تكريرية 5 ملايين طن بينما عملية التطوير التى تمت لم تنتقل بالمعمل الموجود الى التشغيل بأكثر من نصف طاقته؟ وإذا كان مضاعفة الطاقة مستهدف استغلالها بالكامل فهل هناك خطة لتوفير 7.5 مليون طن خام لتغطية احتياجات المعمل الجديد وإستغلال الطاقة المعطلة بالمعمل القديم؟. نسبة الاستفادة لن تزيد عن 52% فقط من الطاقة الاستيعابية وهذه هى الأسباب أطرح هذه التساؤلات وأنا أعلم أن خط نقل الخام من رأس غارب بالبحر الاحمر الى معمل أسيوط وهو بقطر مابين 20 و 22 بوصة وبطول 340 كيلو متر قادر على نقل كميات من الخام تكفى لتغطية الطاقة القصوى لمعمل تكرير أسيوط وهى 5 ملايين طن سنويًا. كما تصل الطاقة الاستيعابية لشركة أنوبك لتكسير المازوت الى ما يصل الى 2.5 مليون طن سنويًا وهى الكميات التى يتم انتاجها من معمل التكرير لو تم تشغيله بكامل طاقته وهى 5 ملايين طن خاصة وأن المازوت الذى ينتج من معمل أسيوط يوازى أكثر من 55% من انتاجية المعمل وكان يتم استخدامه سابقا فى محطة توليد الكهرباء قبل تحويلها للعمل بالغاز الطبيعى. [caption id="attachment_80655" align="aligncenter" width="590"] أنوبك[/caption] هذا هو اقتراحى لخفض تكلفة تكرير برميل البترول وهنا اطرح السؤال الأهم.. ما هى خطة قطاع البترول للاستفادة من المازوت الذي سوف تنتجه الوحدة الجديدة والمقدر حسب رآى المتخصصين بـ 50% من إنتاجية المعمل اى 2,5 مليون طن ؟. هذا فى حالة انشاء الوحدة الجديدة .. لو أراد أحد أن يستند إلى وجود شركة "انوبك" وهو المشروع الاستثماري الجديد الذي يتولى تكسير المازوت.. فاطلب منهم اولا أن يراجعوا طاقة المشروع القصوى وهى - حسبما ورد فى المواصفات التى تصل إلينا من الوزارة وتتولى نشرها منذ عام 2015 مع بدء إجراءات تأسيس المشروع - 2.5 مليون طن مازوت سنويا.. اى أنه يكفى بالكاد تكسير انتاج معمل اسيوط القديم من المازوت.. علما بأنه يحتاج إلى سنوات للانشاء.. وبالتالى لا يكون أمام الوزارة سوى انشاء "انوبك 2" حتى نستطيع تشغيل وحدة التكرير المزمع إنشائها ، فهل قررت وزارة البترول ضخ 6 مليار جنيه فى مشروع تكرير لن يكون فى استطاعته تكرير أكثر من نصف طاقته . و أقرأ أيضا.. علاقة الرجل السوبر مان بترقيات قطاع البترول واقرأ أيضأ.. تراجيديا ترقيات قطاع البترول و اقرأ أيضا للكاتب أسامة داود