

عندما تغيب القضية الوطنية الجامعة فى عصور الارتباك الوطنى تحضر القضايا التافهة التى يحاول البعض تصديرها باعتبارها قضية وطنية، او حتى قضية تهم جزء من المجتمع و من ذلك ما يحاول البعض تصديره الأن للناس حول تمثال النصاب الدولى ديلسبس و ضرورة عودته ليوضع على مدخل قناة السويس من جهة الشمال عند بورسعيد و لا يوجد اى مبرر وطنى او أخلاقى لمثل هذا التصرف الذى يعد تصرفا خيانيا فى عرف معظم دول العالم التى تعلى من قيم الكرامة الوطنية و تضع أعداءها فى مكانهم الطبيعى فنصاب مثل ديلسبس الذى سخر مئات الاف من المصريين فى حفر القناة و له دوره المعروف فى هزيمة الجيش المصرى أمام الانجليز فاتحا لهم قناة السويس ليضربوا عرابى من الظهر لا يستحق تمثالا على مدخل القناة، بل يستحق لعنات المصريين جميعا ، فيما عدا اى عاق منهم يرى فى ظهور تمثال النصاب ديلسيبس مصلحة اقتصادية او سياحية لبورسعيد دولة مثل مصر لديها قدرات سياحية هائلة بالقطع لا ينقصها تمثال لنصاب برخصة فى بلاده ليجلب لها سياح!! نعم فالفرنسيين يرون فى ديلسبس محض نصاب انهى حياته بحكم نهائى بالسجن خمس سنوات بتهمة النصب، و لم يقل احد فيهم أنهم يهيمون فيه عشقا و ينتظرون تمثاله البائس لكى يملئوا بورسعيد بالآلاف لكى يستمتعوا بطلة تمثاله البهية من العيب أن يروج هؤلاء لفرية جلب السياح ليمرروا أمرا كهذا و يرفعوا من قدر نصاب تلاعب ببلادنا فى فترة من فتراتها،خاصة إذا كانت بلادنا تمتلىء بإمكانيات سياحية غير مسبوقة أما لو كانت الغاية تبرر الوسيلة فهناك وسائل كثيرة لجلب السياح أعف عن ذكرها تنتهجها دول كثيرة كتركيا مثلا،فهل تقبلون؟؟