 (1).jpg)
محمد كمال يكتب: تاريخ الراحل المهندس محمد مؤنس سيبقى فى ذاكراتنا ما حيينا

ولد يوم 18 مارس ودفن يوم 18 فبراير ، وكأنه كان على موعد مع يوم 18 والحقيقة أن المهندس الراحل محمد مؤنس مات يوم 16 / 9 / 2017 ، وهذا يوم وفاة أبنه الراحل المهندس / أحمد مؤنس ، الشاب الجميل الذى لم يتعدى عمرة 23 عاما عندما ذهب الي جوار ربه ، زهرة عمر مؤنس وزوجته الفاضلة أختى العزيزة الدكتورة / نيفين مختار الداعية الأسلامية الكبيرة ، حيث أصبحت الحياة فى غاية الصعوبة فى منزل كانت السعادة تحيط بهم فتبدل الحال لتعم حاله من الحزن والبكاء المستمر
وكنت دائم الزيارة للراحل كبير المقام المهندس محمد مؤنس وأختى الغالية الدكتورة نيفين مختار زوجته للأطمئنان عليهم ، وكنت على اتصال مستمر معه ، فعندما يمر يومين دون أتصال ، يسارع بالأتصال بى والأطمئنان على أحوالى لقد مات كبير المقام الراحل
المهندس محمد مؤنس منذ وفاة أحمد أبنه فقد كان قبل وفاة أبنه الراحل اكثر ابتهاجاً وتفاءلاً عن تلك الأيام التى تواترت بعد وفاة نجله ، حتى أنى أنتبهت إلى أن ملامح وجهه ألتى صبغت عليه أغلقت خافقه ، فلم يغتر ثغرة عن أبتسامه ولو مصطنعه ، تنعكس على محياة الأمر ألذى جعلة بدا أمام الناس واضح ، حتى اصبح كالفيلا السكنية التى أهملها أصحابها وفرطوا فى رونقها حتى أصبحت باليه المظهر ، فظل الراحل / محمد مؤنس يعافر مع الحياة محاولا جاهدا أن يقاوم حالتة النفسيه السيئه ليستطيع تكمله مسيرة الحياة مع أولادة فجر أبنته الكبرى ، وعمر الطالب بكلية الحقوق وابنته الصغيرى تقى ، وكنت الاحظ تدهور حالتة النفسيه قبل الجسدية ، فلم يمت الراحل / محمد مؤنس بفيروس كورونا ، وأنما بسبب تدهور حالته النفسيه مما أدى إلى ضعف الجهاز المناعى . توفى أخى وصديق العمر بعد عشرة طوال 40 عاماً ، ومازلت لم أتمالك نفسى من البكاء الشديد .
أن تاريخ الراحل المهندس / محمد مؤنس سيبقى فى ذاكراتنا ما حيينا … وأيام تظل محفورة فى أعماقنا مهما أمتدت الأزمنه … وهى الأيام التى سجل فيها الراحل / محمد مؤنس بصماته التى لاتنسى ، وجعلته فى مقدمه الصفوف ، وذلك من خلال مجموعه من المقومات التى أهلته ليكون في مقدمه الضوء لأنه حمل عبق الزمان الجميل ، وكان يحترم الحوار ويكرة الغوغائية والتى تنتهى بالإنفلات فى الافكار ، أنى أحاول بمجاديف الصبر والفضول الغوص في الجانب الأنسانى للراحل العظيم المهندس / محمد مؤنس محاوله منى للتعريف بتلك الشخصيه ، وأكون مسحراتى الكلمه لأجيال حاليه وقادمة ربما لا تسمع عنه ….
صحيح أن الموت حقيقه … ومن الغباء نسيانه أو تحاشيه … والقبور ملأى بأناس حسبوا أن الحياة لن تستمر بدونهم… هؤلاء ليس من بينهم الراحل / محمد مؤنس … فكان يعلم جيدا انه سيفارق الحياة فى أى وقت … لذلك لم نرى منه سوى الأخلاق الرفيعه المستوى …
برحيل أخى وحبيبى / محمد مؤنس تتناقص المساحات الجماليه فى دنيانا ، ولن يبقى سوى الكتابه والذاكرة ..
مات / محمد مؤنس وتركنا نتعايش مع السخف والقبح … مشكله هذة الحياة الغادرة ، أنها لا تتوقف أبداً من أجل رحيل شخص ، فالحياة تسير ونحن معها حتى لوتوهمنا مليون مرة أنها صارت أسواء ، وأكثر مللاً ، وفاقدة للعنى فهذه الحياة لاتمهلنا لحظة لنحب أنفسنا ؟ والأصعب كيف نحب الدنيا ألتى تغدر بنا فى كل لحظة .الدنيا المليئه بالسخف والبلاهه والعبث والتفاهه … صحيح أن الموت حقيقه ونعرفه ونهايه نحذر منه ، وأحيانا نشتهيه ، هذا ألموت الذى حير الفلاسفه والكتاب والشعراء…
مات المهندس / محمد مؤنس ليعلن لاشك أن الموت يختار الأنقياء والأوفياء أمثاله … مات المهندس / محمد مؤنس ليعلن موت أنسان أصيل حافظ على قيمة الأصيله ؟، وأحاسيسه النبيله التى تكاد تتلاشى تحت وطأة الزيف والكذب والضحاله ألتى أعمت فى مجتمعنا ، والحقيقه كانت المكالمات التليفونيه الأخيرة معه ، تعكس أنه كان فى حالة نفسيه سيئه وكانت لهجة حديثه غير مطمئنه …
مات المهندس / محمد مؤنس لينضم إلى مئات الأحبه الذين فقدناهم …. وستمضى الأيام والسنون وستبقى بأبتسامته ووجهه البشوش فى ذاكرة أحبابك … وستظل دائما على ذاكرتنا لتغرد لأجل القيم النبيله …وسيظل قدرك عال … فقدرك قدر الشرفاء … قدر النبلاء .
كان الراحل أخى و حبيبى المهندس/ محمد مؤنس ضعيفا جداً أمام رجل لا يجد قوت يومه ، أو شاب يبحث عن فرصه عمل ،أو سيدة فقيرة ، فكان لايهدأ له بال أوحال إلا عندما يجد حلا لهؤلاء .. حكايات وحكايات … جمعتها فى دفتر الحب هذه الحكايات هى زادنا الذى نرتكن إليه فى تحليل شخصيه الراحل / محمد مؤنس … فكان ” رأس الحربه ” التى قادت نيابه الانتاج فى الهيئه المصرية العامة للبترول ، ثم وكيل أول وزارة البترول فكان شجاعاً في قراراته ويعبر حاجز الخوف ولكنه لم يعبر حاجز الأحترام ، فكان عندة رؤيه وتخيل لأنه التخيل هو المادة الخام ، وبدون التخيل لاتستطيع القفز إلى المجهول ، فكان الأقتحام والجرأة راسخه بداخله للأصلاح …
ألمهندس الراحل / محمد مؤنس …خلقه الله شعله من الموهبه والذكاء ونصاعه الفهم والأستيعاب ، فهو أبن جيله ،أستطاع أن يصعد السلم درجة من وراء درجة ، فمسيرته كانت واضحه ، يحترم من يخالفهالرأى ، وعقيدته أنه يكن إحتراما عميقا لمخالفيه الرأى الذين يثبتون عليه وجههنظرهم ، بل تلمح فى لهجه حديثه إعجاباً بالبعض من ذوى الصلابه .
كان يقول لى دائما أن القمه تتسع للمئات ، ولكن هناك من البشر من يحاول تشويه نجاح أنسان ، أو العبث بنجاح إنسان ، وهؤلاء هم أعضاء بحزب أعداء النجاح ، والذى يضاف إلى كل الأحزاب المصريه ،فهو حزب ليس له إستمارة ، وليس له لجنه أحزاب تجيزة ، لكنه .
موجود فى كل شركة ومصنع ومعمل وصيدليه ، حيث أن هذا الحزب من عمراة المواهب والحاقدين على النجاح ، ومن هنا كان أسمه حزب أعداء النجاح الذى انتشر جيدا ، وهؤلاء الناس هم أغبياء البشر ، لأن الغباء مادة كاويه تكوى صاحبها ، وتكوى الاخرين ، فالغباء اشبه بقنبله تنفجر في صاحبها ، قبل أن تنفجر فى الاخرين هكذا كانت أفكار الراحل المهندس / محمد مؤنس ،فتميز بلغه راقيه فى الحوار مع مرؤسيه وزملاءة وأبناءة . أن أخى وحبيبى المهندس / محمد مؤنس يسكننى ويقيم فى صدرى ، ربما ترن كلماته فى أذنى ، وقد أشتم عطرة بأنفى … أننا نفتقد أحباءنا الذين ودعناهم … وتظل ذكراهم خضراء مهما مضت السنون وها أنا أغمس قلمى فى محبرة الحب الجارف للصديق عمرى الراحل المهندس / محمد مؤنس رحل هذا الفارس النبيل وملا الأسى قلوبنا على رحيله ليس فقط لما يمتع به كفاءة مهنيه رفيعة …وإنما كذلك لما يمثله محمد مؤنس من قيم ساميه وصدق فى التعامل … كان ميثاق الشرف بداخله .. لقد صدق مع نفسه … لا يعرف النفاق ولا المزايدة ، تتجلى دماثه خلقه في عدم الاساءة أو تجريح الأشخاص …
تبكيك .. نعم تبكيك منا العيون والقلوب والجوانح والعروق فهل نوفيك حقك … نعم لك القوافى كلها والقصائد والمعلقات والكلمات …فهل تكفيك ؟ هل فى حياتنا المعاصرة صورة للعزة غير صورتك ومواقفك للرجولة التى فيها معان الشرف والمبادئ والقيم والمثل بما جسدته بطولتك وارادتك فخرا بك … تتباهى بك أبناءك
نترحم عليك ؟ .. نعم فقلوب الملايين تدعو الله وتستسقيه الرحمة عليك والمغفرة لك … فأنت المؤمن الصادق حظى برضاء أحبابه وربه .
أنت لم تمت ياسيدى ، لقد غادرنا جسدك فقط .. أما روحك الطاهرة فقد إنطلقت من جسدك لتسكن ملايين الأجساد وتبث فيها روح الصمود والنضال وكأنك بموتك وهبت الحياة للآخرين ومن يهب الحياة لغيرة فهو لا يموت .
العينان باكية عليك … هاتفه بأسمك معاهدة أياك على الوفاء لك بمبادئك وأهدافك التى عشت لها .
ستظل صورتك ملء العيون فى كلزمان ومكان … ألوف مؤلفة من المقالات والرسائل والخطابات تتحدث عنك . المهندس /محمد مؤنس … أحترمه الجميع لشخصيته الراقيه ومهنيته وثقافته العالية والمتميزة .إنسانا جميلا بمعنى الكلمة أخلص لأصدقائة وعمله الذى ظل يأخذه بكل الجدية والأخلاص… وظل وفياً لمجموعة القيم التى جعلته يرى التفانى فى العمل الوجه الآخر للصدق مع النفس أولا ولذلك لم يقبل على عمل إلا بعد أن يقتنع به ، ولم يعرف صديقا إلا وظل وفيا له .. ولم يؤمن بمبدأ إلا وظل حافظا له .
لقد فقدنا الراحل المهندس /محمد مؤنس قامة كبيرة يصعب أن نعوضها … كل ما نملكة أن ندرس كيف نهضت تلك القامة فصارت بأسقة كنخيل القرية المصرية التى وترك من بعده مساحة كالصحراء الجرداء .
رحل المهندس / محمد مؤنس ليلحق بأبنه الراحل المهندس / أحمد مؤنس أحد الشباب المتميزين الذين لايولدون كل يوم …ولكنهم يظهرون بين الحين والحين كنجم يسطع فى سماء الدنيا … يشع ضوءاً وتألقأ..ويرسل أشعة النور لأبناء جيله .. والبلد ألذى خرج من ترابه .. ولايموتون أبداً..بل أنهم أحياء عند ربهم يرزقون .. وهم عن جوادهم يترجلون ويعيشون فى وجدان أسرهم وأحبابهم إلى يوم يبعثون هو ألابن الغالى المهندس أحمد محمد مؤنس والذى رحل عن دنيانا فى لحظة … وتعجبت من جرأة ألموت على الهجوم على زينه شباب مصر أحمد مؤنس وكاد الجهاز العصبى أن يتعطل .. فرحل أحمد مؤنس بهدوء ومل الأسى قلوبنا على رحيله… فكان أحمد مؤنس حقيقى ملاك يمشى على الأرض … فكان قدوة لأبناء جيله ولم يكن هناك أشد قسوة وألماً على نفسى أن أسمع خبر وفاته ، على الرغم من أن الموت حق على كل انسان إلا أنه الأقسى والاصعب والأفجع على النفس .. ولكننا يجب أن نرضى بقضاءالله وقدرة ونسأل الله تعالى أن يتغمدهما بفسيح جناته وينعم عليهم بعفوه ورضوانهولله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شئ عنده بأجل مسمى فلنصبر ونحتسب ولا يبقى لنا سوى الدعاء لهما ولايسعنا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدرة
كنا سنحتفل يوم ” 18 مارس القادم ” بعيد الميلاد الربع والستون للراحل ألمهندس الكبيرالمحترم / محمد مؤنس أسما بتروليا كبيراً مرموقا فى قطاع البترول المصرى ، بحكم تجربته الثرية ألتى أمتدت لأكثر من 40 عاما فى صناعة البترول والغاز .
نعم كنا سنحتفل بعيد ميلاد قامة كبيرة وأحد شرفاء قطاع البترول هو المهندس / محمد مؤنس الرجل الذى أحترم أصدقائه.. رجل لايد مى ولايجرح وعلى قدر كبير من الحرفيه المهنية فهو أحد الاسماء التى أتت إلى قطاع البترول ويحمل رصيداً كبيراً من المهنيه والانجازات ، وقبل كل ذلك جوانب أنسانية عريضه تستوعب من يتفق معه فى الرؤى ومن لايتفق ، فظل فى قلوب جميع العاملين بقطاع البترول ، فالجميع يعتبرونه صديقا وأخا واستاذا لهم ، شعور واحد فقط كان ينتاب كل من تعامل معه أنه قريب جدا منه ، وهكذا كان نموذج للحب النقى ،فلم نرى منه سوى سمو الاخلاق والأبتسامة العريضه ، لذلك لم نندهش من هذا الفيض من الحب الذى يتمتع به فى قلوب جميع العاملين بقطاع البترول ، وتلك هى طبيعة الوفاء والولاء لمن يلتقيهم على موجه الصدق حتى وأن اختلف معهم .
نعم كنا سنحتفل الثامن عشر من مارس القادم جميعا بعيد ميلاد الراحل محمد مؤنس الرجل الذى أمضى عمرة فى خدمه قطاع البترول بمصداقيه كبيرة ، وتلك المصداقيه منحها الله له .. ومنحه تأشيرة الدخول إلى قلوب الناس … أنها المشاعرالتى تتفتح لتستقبل مسؤل كبير مثل المهندس محمد مؤنس أو تنغلق فترفض اخر بين مسؤلين لايملك احد ان يراهن على النجاح المسبق والتاريخ يؤكد لنا كم راهنوا على مسؤل قادم ثم أثبتت الأيام أنه لم يتقدم ولو خطوة واحدة .
أن الأيام هى حاله عقليه ونفسيه وبدنيه يعيشها الأنسان بالطول والعرض يسابق فيها دقائق هذه الايام ، فأن سبقها صنعها وسطرها من نور ونار ، وأذا سبقته أذلته وأكلت عقله ، وألقت به فى غياهب النسيان ، والحقيقه أن المهندس الكبير المحترم محمد مؤنس سطرها من نور ، وسيظل دائما مساحة ضؤ فى ظلام يحيط بنا .
” اللهم نور قبرة بنورك يارب “
” اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها “
” اللهم أرحمه … أنا لله وانا إليه راجعون “
” اللهم أجعل قبرة روضه من رياض الجنة ” .
مهندس
محمد كمال عليم
رئيس مجلس أدارة
جمعية البترول والثروة المعدنية