الشيخ سعد الفي يكتب: رحم الله ناصر

يومها عم الحزن أرجاء القريه،وكل القري المجاوره . لم يكن في بيوت القريه الا تليفزيون واحد يمتلكه أحد الأعيان.. لا يمكن أن أنسي هذا اليوم البلد صغيرها وكبيرها شبابها ونسائها الكل بكي وتباكي علي رحيل الزعيم خالد الذكر / جمال عبد الناصر نصير الفلاح والعامل . السند لكل المقهورين . في مسيره ضمت أبناء القريه .تعالت الهتافات رحم الله الزعيم كنا صغارا وفي وسط القريه،امام منزل الحاج / عبد الرحمن ابو نعيم جلس الشيخ / ذاكر يوسف عبد الحميد علي أريكه خشبيه يتلوا آيات الذكر الحكيم .
بكاه الفلاح،والعامل كل البسطاء سالت،دموعهم لم يشمت في موته الا فلول الأقطاع والإخوان هذا ماعرفناه يومها . كنا صغارا وكنا نسمع،تخرصاتهم وأكاذيبهم ومازالوا علي العهد من الكذب،. هؤلاء لم يعرفوا أن للموت حرمه وان الخصومات تنتهي عندما تصعد الروح الي بارئها . نعتوه بأحد الألفاظ وشتموه حيا وميتا .
بعد سنوات وقع في يدي كتيب يدرس في كليه،أصول الدين بالمنصورة لأحد الأساتذة تصفحته فوجدته ممتلئ بكل ماهو غث . أكاذيب وتقيحات . سألت علي الأستاذ ومن اي البلاد هو : وظننت في بدايه الامر انه سليل أسره اقطاعيه فقالوا لا؟ بل هو من تربي من القراريط التي منحها عبد الناصر لوالده .
ومع،ذلك،اتهمه بالخيانه وضياع الإسلام بل والوقوف ضد ما يسمي بالمشروع الإسلامي. يومها كتبت في جريده العربي مقالا بعنوان ( أصول الجهل بالأزهر ) قدمت فيه الادله،الثوابت علي كذب الأستاذ الأزهري وانه لولا عبد الناصر لما وجد له مكانا في أحد دواوير الباشوات أو الوسايا .
بيت القصيد أن سوابق الشماته في الأموات هم من رسخوا لها ونشروا هذه الثقافه الغريبه علي مجتمعنا ومازالوا عند عهدهم ووعدهم من الكذب . هم يتنفسون الكذب ويعلمونه للضحايا منذ نعومه أظفارهم . أردت استرجاع الماضي الأليم حتي يفيق المغيبون من سباتهم .
وفي كل الأحوال الشماته ليست من أخلاق النبلاء وهي سلوك قذر لمرضي النفوس. فهل يدرك المغيبون ذلك .
الشيخ/ سعد الفقي
كاتب وباحث"