.jpg)
أسامة داود ينفرد بسلسلة حوارات مع أبطال قطاع البترول فى حرب أكتوبر "الحلقة الثانية"

رصدت بوابة "طاقة نيوز" فى الحلقة الأولى من يوميات البطل محمد نور الدين أحد أبطال قطاع البترول في حرب اكتوبر المجيد كواليس معركة كبريت والتى استمرت حتى الاول من فبراير وحتى انتهاء مباحثات الكيلو 101 .
وتمثل هذه المعركة التى استمرت 134 يوما ومثلت شوكة فى حلق العدو، تمنعه من استكمال مخططة فى توسيع الثغرة التى لم تكن سوى محاولة للالتفاف على هزيمته النكراء.
[caption id="attachment_9697" align="alignnone" width="263"]
ويكمل نور الدين شهادته بعد استشهاد طبيب الكتيبة 603 صاعقة، وكيف كان المقدم ابراهيم عبدالتواب قائد الكتيبة يبث فيهم الروح المعنوية حتي لا يتسلل اليأس اليهم لاسيما وأن سبل الاتصال قد انقطعت عنهم، فضلا عن حصار العدو لهم لكنهم دافعوا عن كبريت ببسالة.
عبدالتواب بطل الصمود
فيقول نور الدين "طلب الاسرائيليون من المشير الجمسى فى المباحثات ان نستسلم على ان يعيدونا الى الجيش الثالث دون اسر واتصل الجمسى بالمقدم ابراهيم عبد التواب باللاسلكى ليطلعة على طلب العدو خوفا من أن يكون من الصعب استمرار صمودنا لعلمه بمدى ما نعانيه وسط حصار وقصف يكاد لا ينقطع".
لكن المقدم عبد التواب قال لن يحدث ذلك أبدا ولن نترك الموقع، كان العدو يعود و يكرر أثناء المفاوضات طلب اخلاء كبريت عارضًا فى المرة التالية استعداده لان يترك لنا حق تسليم انفسنا للصليب الاحمر بعيدا عن الاسرائيلين ليعيدنا الى الجيش الثالث، ولكن عبد التواب رفض ايضا، وكان يقولها بعد عرض الامر علينا لاختبار قوتنا على التحمل فنصيح بكل ما لدينا من قوة برفض المقترح.
[caption id="attachment_9698" align="alignnone" width="225"]
كانت السعادة تملأ وجه إبراهيم عبد التواب، وينقل القرار الى الفريق الجمسى الذى كان هو الاخر حسب ما علمنا كان فى غاية السعادة ، حتى طلبوا من ان نخرج بأسلحتنا الخفيفة دون وسيط ولكننا رفضنا أيضًا. ليعود المقدم عبد التواب قائلا لن نترك حبة رمل بعد ان حررناها ونحن أحياء".
السادات يخاطب الجمسي
كان من المستحيل أيضًا أن نترك مكان به رفات شهدائنا الذين سقطوا ودفنوا فيها لم يكن فى امكاننا ان نتركهم ، وعلمنا بعدها أن السادات كان يريد أن يضمن سلامتنا وقال للجمسى أريد أن يعود أولادى خوفا علينا ولكننا كنا نرفض ، فقال المفاوض الاسرائيلى وهو على مائدة المفاوضات عنا بصلف وغرور. انهم محاصرون حتى يموتوا جوعا وعطشًا.
كان عبد التواب قد قام بتوزيعنا بطريقة تجعل الاستفادة من تواجدنا الى أقصى حد, وكنا لا نملك أسلحة بعيدة المدى ولكن كنا نوظف كل إمكاناتنا من أسلحة خفيفة وآر بى جى وهاون بكفاءة عالية من جانب، وفى أوقات محددة وتحديدًا وقت محاولتهم الاقتراب من الموقع، كما كنا نستغل نقاط ضعفهم وهى الجُبن وعدم القدرة على المواجهة من جانب آخر.. وكان كل يوم يسقط منا شهداء ولكننا كنا نُسقط أيضا منهم قتلى ربما يفوق عدد ما يسقط من بيننا.
بعد الاتفاق على الانسحاب وكان اول خط ينسحبوا منه فى 14 فبراير 1974 وكان العدو يريد أن يستولى على النقطة التى نتمركز فيها وهى كبريت لتكون دعما له فى المفاوضات لانه يريد بأى ثمن إسترداد أى مساحة من الارض التى تم تحريرها.
عبدالتواب أخر شهداء الحرب
فى 14 يناير 1974 وبعد عمليات قصف مركز بقذائف الهاون على الموقع فى محاولة يائسة من العدو لاستعادة الموقع الذى قهره ، كان المقدم ابراهيم عبد التواب هو اخر شهيد فى حرب اكتوبر نتيجة لهذا القصف وكان العدو يريد ان يدخل عبر نيران مكثفة حتى يكسب ارضا كان قد خسرها ليستخدمها فى المفاوضات, لكن ابراهيم عبد التواب كان وسطنا يرفع من روحنا المعنوية ونحن فى المواجهة فأصيب بطلقة هاون ليلقى ربه شهيدًا ضاربا المثل بأعظم البطولات.
ورغم حالة الحزن اننا فقدنا قائدنا الا أن ما تعلمناه من ابراهيم عبد التواب جعلنا اشد شراسة وأكثر حماسا وسعيا للموت حتى أعلن العدو وقفه لاطلاق النار.
عبد التواب شحنة معنوية
لم تكن رحلات الموت كثيرة ولكن كنا نأتى فيها بذخيرة حتى نستطيع الدفاع عن الموقع ولم نكن نأتى بأغذية ومياة فقط.
ويكمل نور الدين شهادته عن بطولات إبراهيم عبد التواب قائد الكتيبة فى حرب أكتوبر قائلا"مهما نتحدث عن شخص لا يمكن ان نفى ابراهيم عبد التواب حقه".
كان يلازم ابراهيم عبد التواب ثلاثة المصحف الشريف وسجادة صلاة وسبحة تدور حباتها بين اصابعه وقت التقاط انفاسة من المعارك بينما لم يتوقف لسانه عن ذكر الله ، وطلب منا كوصيه أن نرسلها لبناته ان أستشهد.
قام الى منطقة أمنه وجعلها مسجدًا، وكان يقف بيننا ليخطب الجمعة ولم تكن المعركة هى موضع الخطبة بقدر ما يتناوله عن بر الوالدين وحسن المعاملة مع الناس، وعن التفانى فيما يوكل الينا من مهام فى حياتنا العملية ، كان يشعرنا اننا على بعد خطوات من حياتنا المدنية وكأن الحرب قد انتهت ، وكان يمنحنا شحنة معنويا وكا يختم خطبته بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم "رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" صدق الله العظيم
كان اليهود قد لاحظوا ان وقت صلاة الجمعة تصمت الاصوات ويسود الهدوء فقرروا ان يمنعونا من الصلاة بتكثيف الضرب ولكن كان الزملاء من الاقباط يتولون خلال وقت الصلاة مواجهتهم بالنيران
وكان المقدم إبراهيم يدخر جزءا من البونبونى الذى يصل الينا من رحلات الموت ولا نعرف لماذا يدخره فيأتى به ايام المناسبات الدينية منها يوم العيد الفطر والعيد الاضحى، ويتولى توزيعه وفى يوم 7 يناير قدم لزميلنا مدحت والاقباط بونبونى واحتفلنا جميعا بأعيادنا اسلامية ومسيحية.
استمرار الحصار
كان لدينا افرولات تركها العدو خلفهم فكنا نستخدمها بعدما ابليت ملابسنا ، ومع صمودنا واستمرارنا فى الضرب كان ظنهم ان لدينا قوات اضافية وصلت الينا خاصة من الجزائر والإمارات بإعتبارها كانت بالفعل تتمركز فى موقع قريبة منا ، وكنا بعض الاحيان نبدأ الضرب حتى نشغلهم حتى تصل زوارق رحلات الموت وبها بعض المدد.
كان الموقف قد تطلب ان يتولى من جانبنا زميل التفاوض مع العدو، وهو جابر الشعراوى، فكنا نتولى تجهيز الزميل بكل ما يمكن نوفر له موس لحلق لحيته وتجهيز افرول نظيف يرتديه ونجهزه ليظهر بمظهر مٌشرف وحتى لا يدركوا حجم ما نعانيه من عدم توافر مقومات الحياة الضرورية ، حتى السجائر كنا نتشارك كل 5 أفراد فى سيجارة واحدة، كان هدفنا ان يقعوا حائرين فى قوتنا وعدتنا وعتادنا.
تجهيز مياه البحر للشرب
كانت للمياة لدى المحاصرين والمقاومين من الجنود البواسل فى نقطة كبريت أهمية قصوى استنفذت كل المياة الموجودة بالموقع وكانت الغارات الجوية للعدو تستمر طوال ساعات النهار.
يقول محمد نور الدين كنا قد انتقلنا الى مياة ردياتير السيارات والدبابات المصابة فشربناها وبعدما انتهت انتقلنا الى مياه البحيرة فحدث لنا اعياء لملوحتها فتشققت الشفاة واصيبنا بحالة من الاعياء فكنت انا قائد سرية وكان المقدم ابراهيم عبد التواب لا يتوانى لحظة عن المرور على كل الافراد يمنحنا القوة فكان التمسك بالموقع وعدم الاستسلام هو اليقين الراسخ داخل كل منا ولم يكن يوجد أى تردد من جانب أى جندى ولو للحظة.
ويكمل نور الدين : فاجأنى أحد زملائى وكان يدعى مصباح بسؤال اثار داخلى حالة من التحدى قال يا نور كيف تكون خريج كلية العلوم وليس لديك القدرة على ايجاد حل لنا فى مسألة المياة.
كانت تلك الكلمة مفتاح فتح الله بها على فدارت عدة أسئلة بينى وبين نفسى .. نعم فمياة البحيرة وهى مياه مالحة.. كيف لا استطيع ان اجرى عليها عمليات كيميائة لتكثيفها.
كانت أول مرة فى تاريخ الحروب يتم استخدام جهاز بدائى فى تحلية مياه البحر وهو ما توصلت اليه فقررت ان ابحث عن وعاء وكان حلة ميدانية وهو مثل الاذان ولكنه مغلق واستخدمت خرطوم وقمت بتغليفه بخيش يتم ترطيبه بالماء وبعمليات غلى للمياه مستخدمين قطع من الخشب وفوجئت بالمقدم ابراهيم عبد التواب يسأل عما أفعل وقصصت له فقال شد حيلك وبعد أول عملية تكثيف تذوق احدنا المياه فوجدها مالحة وهنا ولاول مرة ترى الاحباط واليآس يحل محل الامل فى الحياة كانت فاجعة لم أر مثلها فى حياتى ولكن لم يكن الله ليتركنا ومثلما القى مفتاح عملية تكثيف مياة البحر على لسان زميلى وبدلا من ان يتمكن منى الاحباط واليأس فقد خطرت على بالى فكرة ان اعيد فحص الحلة الميدانية لاجد انها كانت ممتلئة لأخرها بمياه البحيرة ، وكان يفترض ان تكون للثلث فقط حتى نعطى فرصة للبخار ان يتصاعد فى تلك الفراغات لينطلق عبر الخرطوم المبرد ليتحول البخار الى قطرات مياه تتساقط فى وعاء آخر نظيف ولكن العطش كان قد جعلهم يملئون الحلة الميدانية لنهايتها وبالتالى كانت المياة المالحة هى ما تنتقل على شكل فقاقيع عبر الخرطوم الى الوعاء الاخر.
أعدت التجربة بعد تصحيحها وكانت العيون مشدوهة بحثا عن أمل واذ بالتجربة تتم ويتسلل البخار عبر الخطوم وليتحول الى مياه مكثفة فيتذوق أحدنا فيصرخ الله أكبر الله أكبر.. صرخة انتصار.. مية حلوة مية حلوة.
واذ بالمقدم ابراهيم عبد التواب ينظر الينا وعلى وجهه الشاحب ابتسامة.. وفى اصرار يقول ان شاء الله لن نترك لهم حبة رمل واحدة من سيناء.
وفى لمح البصر يتحول العديد من الزملاء الى خبراء فى تكثيف المياه بل تجاوزا تجربتى بالقيام بتطويرها باستخدام ردياتير السيارات لزيادة عمليات التكثيف وكان يتم انتاج جركن المياه فى أقل من ساعة مما احدث مشكلة فى كميات الاخشاب المحدودة لدينا.
فجاء دور المقدم ابراهيم عبد التواب ليقرر وقف التكثيف الا لتوفير الاحتياجات الضرورية من المياه خاصة وأن عمليات القصف كانت قد اصابت ما لدينا من مياه وغذاء فى الايام الاولى للمعركة.
وقال عبد التواب: يقتصر العمل على جهاز واحد وكل فرد له نصف زمزمية فى اليوم للشرب وزمزمية فى الاسبوع للاستحمام.
مع اقتراب نفاذ كميات الاخشاب بدأنا رحلة بحث خلال الليل وهى فترة توقف القصف فبدأنا البحث لنجد خلف الموقع خط سكة حديد قديم متهالك وجدنا به فلنكات من الاخشاب وكنا نتولى فك القضبان الحديدة بأى ادوات متاحة، وكان العدو قد فطن لذلك فيقوم بإطلاق نيرانه علينا وكنا نحمل الفلنكة ولمسافة 300 متر حتى نصل للموقع.
الغريب انه بعد انتهاء الحصار وقد حضر اللواء احمد بدوى واللواء سعد مأمون لاستلام الموقع منا ومعهم الطعام والمياه فقمنا بمحاولة فك فلنكة فلم نستطع الا بعد محاولات مضنية تصل الى اضعاف ما كنا نستغرقه من وقت فى فكها زمن الحصار وتحت قصف نيران العدو وبعد ان تمكننا من حلها حاول عدد منا ان يحمل فلنكة من هذا الخشب فلم يستطعوا رغم اننا كنا نحملها ونركض بها لمسافة طويلة ، لنتيقن ان الله كان يمدنا بقوة وعزيمة كانت هى وراء النصر.
ووقت الاشتباكات وعدم تفرغ أحد منا للقيام بمهمة تكثيف المياه كنا نجد السماء تمطر فنستخدم مشمعات نقوم بفردها على شكل اوعية لتستقبل الامطار وتصبح مياه تسد احتياجاتنا أوقات الاشتباك.
حصار 134 يوما
كان الحصار قد استمر 134 يومًا وكان العدو يحاول اقتحام النقطة بعمليات قصف مستمر لا ينقطع الا قليلا ولكنه كان يواجه بدفاع مستميت فكان يظن أن ما لدينا من قوات وذخائر لا ينفذ وبالتالى كان يستبد به الجبن فلم يستطع ان يدخل تلك النقطة ، وكانت القيادة المصرية قد ارسلت خطابا الى موقع كبريت يحيي فيه الصمود بكلمات ضاعفت قوتنا وشددت من عزمنا وعلمنا مكانتنا لدى وطننا فقررنا الاستبسال لانه لم يكن هناك أى تردد ولو للحظة واحدة.
وخلال عمليات قصف يوم 14 يناير استشهد المقدم ابراهيم عبد التواب واستبسلنا فى صد العدو وتكبيده خسائر ، وكانت غطرسة العدو وتلاعبه قد جعلت القيادة المصرية تعلن عدم الاستمرار فى المفاوضات وانها سوف تفتح النيران على الجيش الاسرائيلى اذا ما اطلق العدو طلقة أخرى على موقع كبريت فتوقف القصف.
لكن العدو أراد ان يسجل بها موقف وكما أبلغونا بعدها أن العدو أراد ان يرد على اصرار القيادة المصرية بإسلوب الثعالب فقالت قياداته انه احترامًا لبطولة المقدم ابراهيم عبد التواب ومن معه لن تطلق بعد اليوم طلقة تجاه موقع كبريت ومع تسلم الجيش الثالث الموقع منا أثناء مرورنا من جانب قوات العدو بادر قادته بتأدية التحية العسكرية لنا فلم يكن امام تلك البطولة التى يفتقدها جنوده وقواته الا ان يؤدى التحية لتلك القوة التى اذلت غطرسته وتجبره ورغم كل ما به من خسة وغدر الا ان قياداته قد اعترفت بهزيمتها امامنا .
ولم يكن يتوقع أن يقهره هذا العدد وتلك الجماعة المحاصرة ، فقد عرف اثناء تسليمنا للموقع للقيادة المصرية ان أعدادنا محدودة للغاية.
الثعابين والحشرات طعام الابطال
ويختتم البطل نور الدين شهادته بقوله " أثناء حصارنا فى موقع كبريت والذى استمر حتى الاول من فبراير 1974 وحتى انتهاء مباحثات الكيلو 101 "كان تعيين كل اربع افراد علبة فول فى اليوم وكان عدد حباتها من 42 الى 49 حبة وكنا نضع فوقها بعض من البسكويت بالكمون مع الماء حتى ينفش فيعطيك احساس بكثرة الطعام وكنا نعيش عليها كوجبة واحدة مع اذان كل يوم فى رمضان وكنا صائمون ولم نفطر. وإستمر الصيام نتيجة لعدم توافر الطعام بعد ان دك طيران العدو مخازنهم التى استولينا عليها بكل ما بها من مواد غذائية ومياه صالحة للشرب".
ثم انتقلنا لاصطياد الثعابين والحشرات والعيش عليها ثم لجانا مع الحاجة الملحة للطعام الى الغوص فى البحيرة والخروج بأسماك وكانت الطبيعة تعيننا بكل ما لديها على ان نواصل التمسك بالارض والدفاع عنها وعدم الاستسلام رغم شهور الحصار القاتلة.
كانت القوة التى نمتلكها هى مدد الهى لا تقهره أى قوة.
كنا نحصل على ما يمدنا بالقوة ويحافظ على حياتنا حتى نستطيع ان نواصل القتال مع غارات عدو لا تنقطع نهارا ومع اشتبكات ميدانية تستمر ليلًا.
[caption id="attachment_9699" align="alignnone" width="300"]
وبالتالى صمدنا مع الثعابين والحشرات وابتكار وسائل للصيد مع تكثيف مياه البحر ليتحقق النصر وتستمر معه الحياة.
[caption id="attachment_9700" align="alignnone" width="300"]
