أسامة داود يكتب : حسن يونس .. واستراتيجية صناعة مهمات الكهرباء ( 2 – 2 )
كان حسن يونس يرغب فى أن يتحمل القطاع الخاص والعام مسئولياته بالدخول فى مجال التصنيع الجاد ، كما أن تصنيع المهمات والمعدات الكهربائية سوف يحدث نقله فى فكر التصنيع المصرى وتضعه أمام تحد يضمن له التقدم بالاضافة لمزايا أخرى كثيرة.
كان القبول بالتصنيع فى قطاع الكهرباء يركز على ثلاث عوامل جوهرية أولا أن يكون للمصنع الذى يرغب فى التعامل مع القطاع أسبقية ممارسة العمل فى تصنيع المهمة التى يريد تسويقها للقطاع لمدة 3 سنوات ، وأن يكون له سابقة أعمال مع قطاع الكهرباء وأن يكون مر على تشغيل تلك المهمات 3 سنوات وأن يكون قد تم تشغيلها فى مواقع خارج مصر.
وأطلق على هذه الشروط منظومة الـ 3 فى 3.. وجد حسن يونس أن تلك الشروط تعجيزية وإن كان لها مبررها فى بداية الأمر ، لكن مع رغبة القطاع الملحة فى الخروج من شرنقة الاستيراد كان لابد وأن يكون هناك تحفيز للقطاع الخاص للدخول فى التصنيع لسد إحتياجات قطاع الكهرباء وبشكل متدرج مع مراعاة الالتزام بالجودة بنفس مستوى المعدات المستوردة ، وكان لابد وأن يتم التغلب على تلك الشروط التعجيزية التى رأى يونس أنها متشددة الى حد عرقلة إقامة صناعة وطنية .
[caption id="attachment_97874" align="aligncenter" width="493"]
المهندس حسن يونس وزير الكهرباء الأسبق[/caption]
التصنيع المصرى للمعدات الكهربائية
دعا يونس قيادات القطاع إلى إجتماع لمناقشة ملف التصنيع المصرى للمعدات الكهربائية بشكل تدريجى ضمانًا للجودة. وكان عدم قبول الفكرة لأول وهلة هو رد معظم القيادات على مقترح الوزير .. وكان منطقهم فى الرفض هى أنها مخاطرة عالية بإعتماد مهمات ومعدات محلية لم يتم تجربتها سابقا فى أمر يخص محطات الانتاج وشبكات النقل والتوزيع وكان لديهم حالة إطمئنان.. وأن الاعتماد على الشركات العالمية هو الحل الامن ولا يمثل أى مخاطرة. قال الدكتور حسن يونس علينا أن نراجع أنفسنا فى ملف الاعتماد على الاستيراد من الخارج ولو مرحليًا ، وأن علينا أن نضع فى تفكيرنا أن التصنيع المحلى ضرورة مع ضمان الجودة. وتم طرح عدة حلول لبث الاطمئنان فى عقول وقلوب قيادات قطاع الكهرباء.. وتضمنت خطة الوزير أولًا.. التزام المصنع المحلى بالدخول فى شراكة مع شركة عالمية منتجة لتلك المهمات وذات سمعة طيبة فى جودة معداتها ومهماتها. لكن علينا أن نراجع أنفسنا فى ملف الاعتماد على الخارج وما به من سلبيات ، أولا أننا نكون فى حالة إنتظار لوصول تلك المهمات والمعدات من الخارج وفى وقت الطوارئ لا يمكننى الحصول عليها فورا لصعوبة الاجراءات والنقل وخلافه. بالاضافة الى عنصر الجودة وهو الاساس الذى يجب أن نهتم به، وقال علينا أن نضمن أعلى جودة مع ضمان توفير إحتياجات قطاع الكهرباء محليًا للخروج من تأثير الازمات العالمية التى تعصف بإستقرار الوضع الصناعى. ثانيًا.. أن يتم إجراء إختبارات مكثفة فى معامل معتمدة دوليًا وحتى نضمن ان تتم عملية التصنيع طبقا للمواصفات العالمية بالاضافة الى إختبارات الاستلام وبعد التركيب وأثناء التشغيل. ثالثًا.. زيادة فترة الضمان لعامين اضافيين على الضمان المتعارف عليه من جانب الشركات العالمية. وقال يونس "حتى نخرج بالصناعة المصرية فى مجال معدات ومهمات الكهرباء علينا أن نتخلى عن الحل الاسهل وهو الاستيراد وان ندفع بالصناعة المحلية للدخول مكان الاجنبية على مراحل ويفترض أن نتحمل جزءا من المسئولية. كانت خطة يونس وتصديه لتحمل المسئولية وتحفيزه للقيادات بالقطاع لخوض مغامرة التصنيع المحلى قد أدت إلى تكوين قاعدة لتصنيع محطات النقل وشبكات التوزيع بالإضافة لنسبة تتجاوز 50% من مكونات محطات إنتاج الكهرباء والوصول الى نسبة 100% تصنيع محلى فى مهمات ومعدات محطات النقل وشبكات النقل والتوزيع.
طاقة نيوز
أسامة داود يكتب : الرجل الذى أضاء شوارع مصر ( 1 – 2 )
أسامة داود يكتب: حسن يونس من مطاردة الذئاب إلى القرار النووى (2)
أسامة داود يكتب: حسن يونس رفض تعليمات سيادية فأنقذ ثورة يناير(1)
أسامة داود يكتب: قرار يخاصم الانسانية بـكهرباء شمال الدلتا
أسامة داود يكتب : الكهرباء تبعثر اموال الشركات لمحاربة العاملين
أسامة داود يكشف : تلاعب و انحرافات مقايسات الكهرباء
موضوعات ذات صلة
