الجمعة ٠٩ / مايو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب عن : إسماعيل سلام وزير صحة الغلابة ( 1 )

بعد فترة خواء تم فيها اسقاط شعار "مجانية الصحة" وتلاشى حتى أصبح يقتصر على مبانى خاوية من كل المهمات والادوات والعلاج ولم يتبق بها سوى أطباء وتمريض بلا تأهيل أو تدريب لتصبح المستشفيات جسد بلا أحشاء جاء إسماعيل سلام أحد العباقرة المخلصين للوطن وللمواطن من خلال أعمال عظيمة وقرارات جريئة لامست حلم أى مواطن فى أغلى ما يملك وهى "صحته" جاء كالدماء الحارة المتدفقة عبر شرايين العلم والسياسة ليس فقط بإعتباره أستاذا متخصصا فى جراحات القلب من جامعة عين شمس ، بل أيضا لكونه آنذاك عضوا بمجلس الشورى . بدأت قصة الرجل مع توليه مهام وزارة الصحة من 4 يناير 1996 وحتى 11 مارس 2002 ، ليبدأ من فورة خطة إعادة حق المواطن فى الحصول على الخدمات الصحية وبالمجان. كان يقع بين فكى هشاشة مؤسسات وزارة الصحة وحالتها يرثى لها وبين دكاكين تحمل لافتات عيادات تحولت الى ورش لاجراء جراحات على أيدى أطباء يمارسون العمل فيها بأقل مستوى من التجهيزات لتخلف ورائها الكثير من الوفيات. ومن جهة أخرى كانت المخصصات المالية لقطاع الصحة فى موازنة الدولة السنوية ضعيفة. قرر إسماعيل سلام إعادة انعاش قطاع الصحة عبر باب خلفى مستغلا بند العلاج على نفقة الدولة والذى كان موجودا لصالح العلاج خارج مصر فى الجراحات التى لا يوجد امكانات لإجراءها فى مصر.. وكان هذا البند قد بدأ لصالح المواطن وانتهى ليصبح لصالح علاج المسئولين فقط فى الخارج. إسماعيل سلام نجح فى تحويل العلاج على نفقة الدولة الى مصدر تمويل علاج الفقراء عبر قرارات تصدر بناء على تقارير تعدها لجان طبية ثلاثية بالمستشفيات الحكومية للمرضى بعد تشخيص حالاتهم، ثم يصدر القرار ليتم صرف قيمته النقدية من وزارة المالية عبر بند العلاج على نفقة الدولة لصالح المستشفيات ليمثل موردا لسد تكاليف علاج المواطن دون أن يتحمل جنيها واحدا. وقرر سلام - الذى كان يعمل وفق دراسات أجراها خلال وجوده رئيسا للجنة الصحة فى الحزب الحاكم في ذلك الوقت – تأسيس أول وحدة لجراحة القلب فى إحدى مستشفيات مصر وهي معهد ناصر, وقرر سلام أن يتحول هذا المعهد الى مستشفى متقدم لجراحات القلب عبر إستقدام خبراء أجانب. بينما لم يكن فى الدولة جراحات قلب الا عبر المعهد القومى للقلب وأقسام القلب المتواضعة فى بعض كليات الطب بالجامعات المصرية وجميعها تجرى بعض الجراحات البسيطة على استحياء. [caption id="attachment_99042" align="aligncenter" width="693"] إسماعيل سلام إسماعيل سلام[/caption]

مدرسة لجراحات القلب

لكن لماذا ترك اسماعيل سلام الأمر للخواجات للبقاء على رأس تلك المهمة الخطيرة لفترة من الزمن؟. كانت مهمة تأسيس قسم لجراحات القلب هى الاخطر فى تاريخ الطب وكان يقتصر اجراءها على الخارج وبتكاليف باهظة ، وبالتالى ترتبط دائما فى أذهان الجميع بالاثرياء والمسئولين بينما الفقراء يكفيهم السير على الادوية المتاحة حتى يقضى الله بهم أمرًا كان مفعولا. قام سلام بإختيار عدد من شباب الاطباء الجراحين ليعملوا يدًا بيد مع الخبراء فى مهمة قومية الهدف منها التقاط تلك الخبرة العملية بكل تفاصيلها. من بين هؤلاء الاطباء محمد الفقى ومحمد عمارة ومجموعة نواب وكانوا أول من عمل فى هذا التخصص ، وهم الآن رواد جراحات القلب فى مصر بل فى العالم العربى. وتحول معهد ناصر الى مدرسة لتأهيل وتخريج 250 طبيبا شابا متخصصا فى جراحة القلب سنويًا ولم يكن يسمح بالتعيين فيه، ويبرر ذلك بأن دور معهد ناصر هو أن يكون بجانب كونه مدينة طبية ، يجب أن يصبح مركز تدريب وتأهيل الأطباء على الجراحات الكبرى بجانب تخريج الكوادر الفنية المتخصصة فى التمريض وبمعنى أدق أن يكون دوره تفريخ الكوادر ليتم توزيعها على مستشفيات وزارة الصحة فى محافظات مصر. وكان سلام قد بدأ خطة لانشاء عدد من المراكز الطبية المتخصص التي بدأت تنتشر في أنحاء مصر لم يكن اسماعيل سلام مجرد جراح قلب معروف ، بل كان من العقول التى تخطط لتحرر مصر من البقاء رهن اللجواء للخارج فى كل ما يتعلق بالجراحات الكبرى ، وكان يرفض استقدام الخبراء لإجراء تلك الجراحات دون ان يكون الطبيب المصرى مشاركا فيها.. وكان ارتباطه بالغرب هو نقل علم جراحات وعلاج الامراض الخطيرة الى مصر وبالاضافة لجراحات القلب كانت هناك جراحات أخرى مثل زرع الكلى وزرع النخاع والعمود الفقرى والمخ وغيرها من الجراحات الخطيرة وهو بمثابة عودة الروح لجسد وزارة الصحة الذى كان قد أعلن وفاتها فعليا. غدا : كيف تحول معهد ناصر لأكبر مركز لجراحات القلب

طاقة نيوز

أسامة داود يكتب: عشوائيات الصحة تبتلع مهنة الطب!!

جائزة الحملات الصحفية - الجائزة الأولي - حملة المخالفات في مستشفى 57357 للزميل أسامة داود بجريدة فيتو .

أسامة داود يكتب : نار كورونا و لا جنة المستشفيات الخاصة

أسامة داود يكتب: طوفان كورونا فى انتظار سفينة نوح

أسامة داود يكتب: إيران والدولار وكورونا فى تحديد أسعار النفط