 (1).jpg)
أسامة داود يكتب: معهد ناصر.. علاج 5نجوم للغلابة فى مصر (2)

على نيل شبرا مباشرة وبمساحة قدرها 104 آلاف متر مربع تقريباً أكثر من نصفها حدائق خضراء يتمدد معهد ناصر بمبانيه الاربعة وطوابقة الثمانية على الاف الأمتار ويقع خلفه مركز أورام ناصر ومبنى الجمانيف.. بينما تتمدد مساحات فضاء تصل الى ثمانى أفدنه تمثل إمتدادا لتوسعات مستقبلية اتجاه الخلفاوى لذلك المشروع الذى خصصت أرضه منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبقيت مجمدة نظرًا لما مرت به مصر عقب 1967 حتى بدأ إنشاؤه فى الثمانينيات ليتم إفتتاحه فى 12 يوليو عام 1987 وبموجب إحصائيات حديثة تمكن معهد ناصر من إجراء أكثر من 37 الف جراحة قلب مفتوح بتكلفة 30% من أسعار المستشفيات الخاصة!. بينما يستقبل المعهد ما يزيد عن مليونى مريض من جميع أنحاء مصر وبعض الدول الافريقية والعربية سنويَا
قصة صرح طبى
بعد وصول إسماعيل سلام الى وزارة الصحة فى يناير 1996 وجد ان معهد ناصر هو المكان الامثل لتأهيل الاطباء الشبان على مهارات جراحات القلب والرعاية المركزة والجراحات الدقيقة الاخرى قرر سلام أن يبدأ به ومن خلال تأسيس عدد من الأقسام لم تعرفها مستشفيات وزارة الصحة فى الماضى ، ولأول مرة يصل عدد تلك التخصصات الى 45 تخصصا منها جراحات القلب والعمود الفقرى والمخ والاعصاب والأوعية الدموية والأورام وزرع النخاع وزرع الكلى.. ولأول مرة ربما فى الشرق الاوسط ومصر يتم إدخال خدمة إجراء العمليات الدقيقة بالمخ عبر الجمانيف وهو جهاز حديث لاستئصال الأورام من عمق المخ دون جراحة. أسس إسماعيل سلام لنفسه مكتبا بالمعهد يقضى به ساعات بعد عمله بالوزارة.. ووضع نظام عدم تعيين الاطباء به.. وجعل العمل به بطريق الانتداب بهدف إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من شباب الاطباء لإكتساب الخبرات والمهارات ثم العودة الى مستشفياتهم فى أنحاء ربوع مصر لانتفاع الناس بعلمهم. لكن ما أركز عليه اليوم هو دور معهد ناصر في إجراء جراحات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية وكيف بدأ؟ ، وما الذى تحقق نتيجة لدور وطنى لعبه ويلعبة معهد ناصر تلك المدينة الطبية العريقة وكان السبب في هذا الدور هو إسماعيل سلام وبجانبه كوكبة من قيادات تولت إدارته سوف يأتي الوقت للحديث عن دور كل منهم بموضوعية وصدق وأمانة. لم تكن مصر تملك قبل اسماعيل سلام مهارات جراحة القلب سوى ما ينطوى عليه المعهد القومى للقلب وبعض اقسام القلب بكليات الطب فى مصر فقط ، ولم يكن بمعهد القومى للقلب أكثر من 10 اسرة رعاية مركزة بينما كان السفر هو الوسيلة الوحيدة لانقاذ حياة مرضى القلب بالجراحة فى الخارج.
خبرة الامريكان
كان البروفيسور ديفيد ويكلى حسب تأكيد الدكتور بهاء أبو زيد المدير الأسبق لمعهد ناصر هو أول من إستعان بهم إسماعيل سلام وهو أمريكى الجنسية للقيام بتأسيس قسم جراحة القلب بمعهد ناصر ومعه فريق طبى لكن اشترط سلام أن يكون بمشاركة فريق من الأطباء الشبان المصريين ، وفى خلال شهور كانت تلك العناصر الشبابية التي لم تتخط الثلاثين من عمرها قد تمكنت من امتصاص خبرة الامريكان فى هذا المجال الحيوى والدقيق ومارسوا الجراحة بأيديهم تحت اشراف البروفيسور الامريكى والذى لم يغادر مصر حتى تأكد سلام أن بمعهد ناصر فريق متميز مدعوم بأساتذة كليات الطب قادرين على تحقيق نجاحات في جراحات القلب لا تقل عن مثيلتها في الدول المتقدمة طبيًا.
شهادة الزمالة
لم تقتصر أحلام إسماعيل سلام بشأن معهد ناصر على الاكتفاء بتأسيس قسم جراحات القلب وتسليح عدد من الاطباء بخبرة الخواجات فى هذا المجال ، ولكنه كان يريد أن يتحول المعهد الى جامعة من نوع جديد لتفريخ أعداد كبيرة من جراحى القلب على أعلى مستوى وبإعتبار أن العنصر البشرى أهم عناصر نجاح منظومة الطب ليبدأ أدخال برنامج "الزمالة" وهى شهادة تمنح لكل من تجاوز مرحلة دراسة عملية بمعهد ناصر تمكنه من إتقان إجراء الجراحات الكبرى بأعلى مستوى من الكفاءة.. وتعادل الزمالة الانجليزية.. والفارق بينها وبين شهادة الدكتوراه أنها لا تعطى حاملها حق التدريس فى الجامعة.. وتعادل الماجستير وتفيد بأن كل من حصل عليها أصبح على مستوى عالى من الأداء الطبى الحرفى . لاقت شهادة الزمالة المصرية فى بداية الامر حربا شعواء من أساتذة الجامعة رغم ان سلام كان يستعين بهم للتدريب والتأهيل عبر برنامج الزمالة وبعد أن أثبتت جدواها تم تقبلها جامعيا. وتمثل الزمالة ما يشبه الورشة التى تمنح الحرفيين كل المهارات لممارسة أعمالهم المهنية بكل كفاءة. لتكتشف الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج ان شهادة الزمالة المصرية التى أدخلها إسماعيل سلام اختراعا يستحق نقله الى كوادرهم الطبية عبر التأهيل فى مصر ، وبالفعل توافد الاطباء من الدول العربية على درجة الزمالة بعد إعتراف دول الخليج بها وفى خلال أعوام كان خريجى الزمالة المصرية يتربعون على رأس قيادة المسشفيات الكبرى فى الدول العربية. وبموجب إحصائية حديثة عن أداء معهد ناصر نجد أنه يتردد عليه سنويا ما يزيد عن 2 مليون مريض.. وما حققه في مجال جراحات القلب المفتوح فقط وخلال الفترة من 2003 وحتى الان 37 الف و270 جراحة قلب مفتوح.. كما تضامن المعهد مع مبادرة الرئيس بالقضاء على قوائم الانتظار ، فشارك في هذا البند فقط بـ 5 الاف و237 عملية قلب مفتوح من أول سبتمبر 2019 وحتى الان نصيب العام الماضى 2021 وصل الى 2261 جراحة قلب مفتوح المثير للإعجاب أن تكاليف جراحة القلب المفتوح في معهد ناصر لم تتجاوز ثلث تكلفة الجراحات فى المستشفيات الخاصة. الحلقة القادمة: وزراء البيزنس يشنون الحرب على معهد ناصر. [caption id="attachment_99052" align="aligncenter" width="614"]