أسامة داود يواصل حملته ضد مخالفات صفقة الكهرباء (3)

هذا هو الفارق بين خطوط نقل الكهرباء التى أنشأتها مصر فى عام 1966 و2016 هذا ما كان يتم فى عهد الوزراء السابقين.. أباظة والصعيدى ويونس العمر الافتراضى للخطوط بعد ظهور العيوب يجب أن يعاد تقييمه بعد حملة "طاقة نيوز".. ماذا كان رد فعل العضو المنتدب وقيادته؟ بعد أيام من بدء حملتى الصحفية التى استهدفت كشف مخالفات خطيرة فى خطوط نقل الكهرباء التى ضخت الدولة المصرية فى شرايينها 650 مليون دولار لصالح شركة ستيت جريد الصينية الموردة والمنفذة لخط نقل الكهرباء بطول 1210 كيلومترات، توقعت أن يأتى رد الشركة المصرية لنقل الكهرباء ممثلة فى العضو المتفرغ لمنطقة الوجه البحرى المهندس جمال عبدالناصر على ما نشرناه فى "طاقة نيوز" متمثلا فى فتح باب التحقيقات لفضح المتورطين فى تسهيل توريد مهمات معيبة لإنشاء مشروع من مشاريع مصر القومية وهى خطوط نقل الكهرباء لتفريغ الطاقة من محطات الإنتاج إلى ربوع مصر، أو إظهار مستندات ووثائق لتفنيد حقيقة ما نشرناه. ولكن للأسف لم يكن هدف العضو المتفرغ ــ الذى يتبوأ مقعده الوثير ــ سوى شىء واحد هو محاولة الرد بالكلام وليس بالمستندات على ما نشرته "طاقة نيوز" صاحبة السبق فى كشف المستور ونقله إلى الجهات التى نتأكد أنها لن تترك الأمر يمر مرور الكرام. لكن وجد العضو المتفرغ ورجاله أن الباب مغلق، حيث إننا سردنا معلومات مدعومة وموثقة بتقارير من جهات رسمية لا يتسرب إليها الشك من خلال تقرير أعده رجال يملكون ضمائر حية عن عيوب جوهرية فى بعض المهمات. إننى أتعجب، كيف يكون هناك مسئول كبير يملك القرار ويحاول التستر على مخالفات ارتكبت ويظن أنها لن تكتشف ربما فى حياته، وإن كشفها يمكن أن يكون بعد سنوات لتقيد ضد مجهول ويكفى أن يدفع الوطن من جيوب أبنائه ضريبة تلك المخالفات وأكرر أسميها مخالفات تأدبًا وإن كان أعنف وأفظع المصطلحات يجوز استخدامها فى هذا الموضع. وبغض النظر عما جاء بالتقرير والذى تم نشره من فشل اجتياز بعض سلاسل العازلات بالاختبارات، كان من الواجب أن أوضح ماذا كان يتم فى عهد الوزراء السابقين، المهندس ماهر أباظة رحمة الله عليه، والدكتور على الصعيدى والدكتور حسن يونس أطال الله فى عمرهما، حيث كان قطاع الدراسات والتصميمات بالشركة القابضة لكهرباء مصر يراعى المواصفات الفنية حسب أماكن التلوث وطبيعة المسار الذى يمر به خطوط الضغط الفائق حسب طبيعة كل منطقة كالتالى: 1 ــ عازلات خاصة بالمناطق الصحراوية. 2 ــ عازلات خاصة بالمناطق الساحلية. 3 ــ عازلات خاصة بالمناطق ذات التلوث الزراعى. 4 ــ عازلات خاصة بالمناطق ذات التلوث الصناعى 5 ــ بالإضافة إلى عازلات خاصة بالمناطق كثيفة الضباب. وذلك من أجل ضمان تأمين التغذية والتقليل من حدوث الفصل التلقائى وللتقليل من تكلفة أعمال الصيانة الدورية أثناء التشغيل وزيادة العمر الافتراضى لتلك العازلات حسب تركيبها فى مسار تلك الخطوط حسب مكانها الصحيح. والسؤال: هل قطاع الدراسات والتصميمات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء – وكذلك المكتب الاستشارى المكلف من قبل الشركة المصرية لنقل الكهرباء.. هل قاما بالدراسة الفنية ومراعاة المعاير والأصول الفنية المصرية والعالمية لاختيار أنسب المهمات؟ وبالطبع لو كان تم ذلك ما حدثت عملية توريد وتركيب خطوط نقل الكهرباء من أبراج حديدية وعازلات معطوبة؟.

قصة خطوط السد العالى

من المهم فى هذا الصدد أن أوضح الفارق بين خطوط نقل الكهرباء التى أنشأتها مصر فى عام 1966 وبين خطوط الكهرباء التى أنشأتها مصر فى عام 2016، فالأولى كان يتولى أمر وزارة الكهرباء والسد العالى فيها رجل اسمه صدقى سليمان، وكان يؤدى عمله بصورة طبيعية لا تستهدف مصالح شخصية، وكانت الضوابط والقواعد هى الحاكمة لكل تحرك وكل أمر من الأمور على أكمل وجه. وتم ترسية الصفقة آنذاك على شركات سوفيتية ولكن تحت إشراف رجال السد العالى والكهرباء المصريين، فكان يتم مراجعة كل المهمات، الحديد المجلفن والموصلات والعازلات والكابلات الهوائية وكذلك أطراف الأرضى وهى المخصصة لتسريب الكهرباء الفائضة إلى الأرض. كان كل مسئول منهم يعلم أن أى خطأ أو تجاهل أو تساهل فى أمر أى مخالفة لن يمر مرور الكرام، وبالتالى كانت مراجعة المهمات تتم على أكمل وجه ولم تكن رحلاتهم إلى دولة الاتحاد السوفيتى بهدف الفسحة والتسوق والبغددة ولكن بهدف المراجعة والمتابعة لكل جزء من مهمات الخط المزدوج لنقل كهرباء السد العالى من أسوان وحتى القاهرة بدائرتيه الخمسمائة وبطول 2000 كيلومتر. وليس من باب التسالى أو اللهو أن نحكى قصة خطوط نقل كهرباء السد العالى بطول 1000 كيلو مزدوج أى 2000 كيلو، ولكن بهدف تلقين من تعاملوا مع الأمن القومى للوطن باستهانة وهو درس من ماض صنعه رجال يستحقون اللقب بقوة وطنيتهم وإصرارهم على حماية مقدراته. بعد مراجعة قيادات وزارة الكهرباء والسد العالى وقتها لكل المهمات السوفيتية قبل توريدها والتأكد من سلامتها تم تشكيل هيئة لتنفذ المشروع على أكمل وجه بدراسات متأنية، وهى بحث أفضل مسار للخط واختيار الأماكن المناسبة لكل برج من الأبراج والتى تولد عنها شركات إيلجيكت وكهروميكا وهايديليكو وتولت الشركات بقيادات ممن عملوا فيها من مراحلها الأولى وعاصروا إنشاء خطوط كهرباء السد العالى. ولكن ما حدث فى عام 2016 وفى ظل قيادة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء هو أن الرجل أسند الأمر لقيادات سافرت إلى الصين بهدف المراجعة، فمنهم الذى أعد تقريره بأمانه ليكشف عن خلل وعيوب فنية خطيرة فى المهمات فتم استبعاده لتملأ مكانه قيادات أخرى. ولن أقول ما هى التقارير التى أعدوها؟، ولكننى أطرح السؤال الكبير وهو: من هى القيادات التى تم بموجب تقاريرها قبول المهمات وإجازتها والسماح للشركة بتوريدها وتركيبها بينما كلها عيوب كما يكشف تقرير قسم الفلزات بهندسة القاهرة؟ وهل يستطيع المهندس جمال عبدالناصر العضو المنتدب للمنطقة الشمالية والمهندسة صباح مشالى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء والمهندس جابر الدسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة إعلان أسماء القيادات التى أجازت تلك المهمات المعطوبة المعيوبة التى يتخللها الصدأ كالسرطان؟ وهل هناك تقارير قالت إنها سليمة بعد التقارير التى قالت إنها معطوبة؟ وأين تلك التقارير ومن هم الذين أعدوها؟ ولمصلحة من؟ قصة العازلات التى تم توريدها ويجرى الآن كشف عيوبها بعد التركيب، وعملية التركيب كانت قد تمت رغم وجود تقرير من اثنين من قيادات المصرية لنقل الكهرباء كشفوا عن أنها معيبة وغير مطابقة للمواصفات وأنها فشلت فى الاختبارات ورغم ذلك تم السماح للشركة الصينية بتوريدها وتركيبها. أما العازلات التى تم توريدها رغم عيوبها الجوهرية فهى عازلات زجاجية رقيقة على طريقة الوجبات السريعة وتم إقرارها بعد رفضها كيف؟ ولماذا؟ ولأى سبب؟.. نحن فى انتظار رد من الشركة، أو من أى مسئول فى الكهرباء بداية من العضو المتفرغ للمنطقة الشمالية وصولا إلى السيد وزير الكهرباء المهندس محمد شاكر. وبدلاً من عقد العضو المنتدب لأكثر من اجتماع على مدار الأيام الماضية وضربه المائدة بقبضة يده، وحيرة قيادته التى كانت تقضم أظافرها بأسنانها وتمصمص شفاهها فى محاولة لعصر المخ للبحث عما يكذب "طاقة نيوز"، بدلا من ذلك كان عليه أن يكشف لنا بالرد سبب قبوله بتلك المهمات المعيوبة؟ وأن يرد علينا كيف تعالج تلك الأمور وما حجم خسائر الكهرباء ماديًا واقتصاديًا لعلاجها. وللحديث بقية

أسامة داود يواصل كشف مخالفات خطيرة فى خطوط نقل الكهرباء

أسامة داود يكشف بالمستندات.. عيوب فنية بعازلات صفقة خطوط الكهرباء (٢ )

أسامة داود يكشف: حرب الكبار تشتعل داخل “المصرية لنقل الكهرباء”

أسامة داود يكشف : تلاعب و انحرافات مقايسات الكهرباء

أسامة داود يسأل: هل تلتهم النمور السمان بدل الورادى من العاملين بنقل الكهرباء؟؟

أسامة داود يكتب: مسلسل صعق المواطنين بالكهرباء فى كفر الشيخ

أسامة داود يكتب .. قبل محاسبة المسئولين : “النفوس المعطوبة” وراء حرائق محطة كهرباء سيدى سالم

أسامة داود يكتب : حسن يونس .. واستراتيجية صناعة مهمات الكهرباء ( 2 – 2 )

أسامة داود يكتب : الكهرباء تبعثر اموال الشركات لمحاربة العاملين