أسامة داود يكشف: وقف التعيينات يتسبب بقتل العمال الغلابة فى شركات الكهرباء

شاكر وقياداته لم يهتز لهم جفن بسبب واقعة عامل كفر الشيخ

يجرى الدفع بعمال لا يملكون فنون التعامل مع الكهرباء للقيام بأعمال صيانة خطيرة

لماذا يجرى تفريغ القطاع من العناصر الفنية المؤهلة والمدربة؟

الوزير: لدينا 150 ألفًا وممكن أدورها بـ 30 ألفًا فقط

شركات التوزيع اضطرت للدفع بالعمالة العادية لعدم وجود مهندسين أو فنيين

يوم 28 فبراير من العام الماضى 2021 وفى قاعة مجلس النواب تقدم النائب عبدالله لاشين بطلب إحاطة لوزير الكهرباء محمد شاكر يتضمن ضرورة تعيين مهندسين وفنيين للقيام بمهام تشغيل شبكة توزيع الكهرباء ونبه لعدم وجود عناصر فنية فى شركات الكهرباء. وقد رد الوزير بقوله "لدينا 80% عمالة زائدة عن حاجة القطاع، لدينا 150 ألف مهندس وفنى وموظف وأنا ممكن أدورها بـ 30 ألفًا فقط". لم يكتف الوزير بهذا الرد بل زاد على الأمر بكلمات أقسى من حد السيف ولم يدرك أبعادها السياسية قائلاً فى تهكم لقد أعلنا عن حاجتنا لـ 1000 موظف فتقدم 140 ألفًا ويكمل متسائلاً: هل هذا معقول؟ هذا ما قالة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وبالحرف.. بينما تشكو شركات الكهرباء من ندرة العمالة بعد مرور أعوام طويلة على وقف التعيينات بالقطاع حتى اضطرت شركات التوزيع بالدفع بالعمالة العادية للتعامل مع الخطر عبر القيام بإصلاح أعطال الكهرباء لعدم وجود ما يكفى من المهندسين أو الفنيين. وكان على الوزير أن يدرك أن وصول عدد المتسابقين إلى 140 ألفًا، أى 14 ضعف العدد المطلوب ليس لشيء إلا لوجود كم كبير من المهندسين والفنيين يعانون البطالة وفى انتظار فرصة عمل وليس من باب التسلية. يقول الوزير هذا الكلام بينما تدفع شركات توزيع الكهرباء بالعمالة العادية نحو الموت بتكليفهم للقيام بإصلاح أعطال المحولات والأكشاك وسط موصلات وكابلات ومفاتيح وكل مصادر الخطر ليموتوا صعقًا بالكهرباء والسبب عدم وجود عمالة فنية أو مهندسين. لدينا وقائع عديدة منها ما حدث يوم 20 يوليو 2022 فى كفر الشيخ، حيث تم الدفع كالعادة بعامل يقارب الستين من العمر لمهمة إزالة العطل بما يسمى (سورتيه الفرن) بأحد أكشاك الكهرباء، بالطبع دون الإلمام بتعليمات الأمن الصناعى والسلامة والصحة المهنية وغالبًا لا يكون لها أى تواجد، ليتحول هذا العامل المسكين مع الصعق الكهربائى إلى مجرد جسد فاقد الحركة إلا من روح قهرها وزير الكهرباء وقياداته ــ المنعمون داخل مكاتبهم المكيفة ــ ومازالت معلقة بجسد لا يقوى حتى على الحركة أو التنفس إلا من خلال أجهزة. هذا هو حال قطاع الكهرباء الذى تغزو آلته الإعلامية كل المواقع والصحف بإنجازاته بينما الحقيقة نكشف عنها وبالتفاصيل لعل هناك من يسمع أو يعقل فيراقب ويتابع كيف يدار قطاع الكهرباء الذى انتزع من خزانة الدولة وبالتالى من جيوبنا أكثر من تريليون جنيه بخلاف فواتيره التى تستنزفنا مع كل مطلع شهر. الأمر المثير للدهشة أن وزير الكهرباء هو وقياداته بداية من مسئولى قطاع كهرباء كفر الشيخ فى تلك الواقعة أو شركة شمال الدلتا أو القابضة لكهرباء مصر لم يهتز لهم جفن تجاه تعرض العمال المساكين للموت أو العجز الكلى وتم الاكتفاء من جانب الشئون القانونية التابعة لشركة شمال الدلتا بتوقيع عقوبات شكلية على 3 عناصر بالمستويات الأقل فى سلم القيادات ــ وعلى طريقة اتهام المحولجى وسائقى أتوبيسات الموت سابقًا فى مسلسل تصادم القطارات ــ لتقتصر الجزاءات على خصم يوم أو لفت نظر. المثير للدهشة وللسخرية أن قرار الشئون القانونية يحتوى على بند وهو إرجاء البت فى المسئولية التأديبية قبل المتهم السادس أتدرون من هو؟ إنه العامل الغلبان المسكين الذى يرقد فى المستشفى فى انتظار الموت أو العجز الكلى الذى أصبح بخلل منظومة الكهرباء مجرد جسد تدب فيه الروح.. وفى حال حدوث معجزة وعودته إلى الحياة، عليه انتظار العقوبة التى سوف تتقرر من جانب الشئون القانونية لشركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء! إنها قواعد ولوائح الشركة أليس كذلك؟ هل هذا هو منطق سليم أم معوج؟ هل ما قضت به شركة الكهرباء من خلال الشئون القانونية يتماشى أم يتنافى مع القانون واللائحة؟ هل من المنطق تحويل قطاع الكهرباء إلى ما يشبه الجسد بلا أحشاء بتفريغها من العناصر الفنية المؤهلة والمدربة وحتى لا تجد هندسات الكهرباء من تدفع بهم للقيام بأعمال صيانة ذات مخاطر عالية إلا عمالا حرفيين لا يملكون الحد الأدنى من فنون التعامل مع الكهرباء ومعرفة مخاطرها؟ أتحدث وقد تملكتنى حالة من الدهشة من تعامل شركة شمال الدلتا وقطاع كهرباء كفر الشيخ مع مثل تلك النوعية من الحوادث الخطيرة.. وهذا الحادث وهو الثالث من نوعه خلال الشهور الماضية من العام الحالى، بينما الوزير يتحدث وعلى طريقة من يتعامل مع قطاع لا يعلم عن واقعه شيئًا سوى الجانب الإعلامى الذى ينقل رؤيته وحديثه إلى العامة عبر بيانات تنساب من إعلام الوزارة كمخرات الماء الآسن، بينما لا تستقبل عيونه أو آذانه أى مشاهدات للواقع الذى يعيشه قطاع الكهرباء فى مصر ريفًا وحضرًا.

أقرأ أيضا

أسامة داود يكشف بالتفاصيل : 1.2 مليار جنيه بقطاع كهرباء كفر الشيخ فى مهب الريح

أسامة داود يكتب: مسلسل صعق المواطنين بالكهرباء فى كفر الشيخ

أسامة داود يواصل كشف مخالفات خطيرة فى خطوط نقل الكهرباء

أسامة داود يكشف بالمستندات.. عيوب فنية بعازلات صفقة خطوط الكهرباء (٢ )

أسامة داود يواصل حملته ضد مخالفات صفقة الكهرباء (3)

أسامة داود يواصل كشف مخالفات صفقة الكهرباء ( 4 )

أسامة داود يواصل حملته: حدث ما حذرنا منه.. مهمات الكهرباء المعيبة تهدد الأرواح (5)

أسامة داود يكشف: حرب الكبار تشتعل داخل “المصرية لنقل الكهرباء”

أسامة داود يكشف : تلاعب و انحرافات مقايسات الكهرباء

أسامة داود يسأل: هل تلتهم النمور السمان بدل الورادى من العاملين بنقل الكهرباء؟؟

أسامة داود يكتب .. قبل محاسبة المسئولين : “النفوس المعطوبة” وراء حرائق محطة كهرباء سيدى سالم

أسامة داود يكتب : حسن يونس .. واستراتيجية صناعة مهمات الكهرباء ( 2 – 2 )

أسامة داود يكتب : الكهرباء تبعثر اموال الشركات لمحاربة العاملين