أسامة داود يواصل الكتابة : تصفية شركة بترول ناجحة .. الحكاية كاملة ( 2 )

>> وزير البترول وعد بعدم تضرر موظفى شركة مهارات الزيت والغاز من الدمج لكن دخلهم انخفض الى 50%

>> كيف يتم تفريق ثروات الشركة البشرية وعقولها على شركات القطاع وفى تخصصات هامشية ؟

>> هل جاءت التصفية بهدف الاستحواذ على المقر الذى يصل ثمنه الى مليار جنيه؟

>> كانت الشركة الوحيدة صاحبة حق منح المتدربين رخص مزاولة الاعمال القيادية والفنية والادارية

>> كيف لشركة متخصصة بتأهيل القيادات أن تندمج فى شركة أعمال هندسية وتصميمات ؟

>> ماذا عن شركة المياه الخاصة و نادي بتروسبورت الذى تعرض لنفس الصعوبات المالية ؟

>> بدأت بـ 11 عاملا .. وأعداد العمالة تزايدت حتي وصلت الى 130

>> أهلت المئات على تولى مواقع رئاسة الشركات بدل مراكز تدريب خارجية كانت تكلف الدولة ملايين الدولارات

>> جائحة كورونا أوقفتها عن العمل وحولتها للخسارة وتركها فريسة تنهشها الذئاب والثعالب

>> مركز منار وشركات إنبي وبتروسيف وبترومنت اقتحمت مجال التدريب لتصبح منافسة لمهارات الزيت المتخصصة

>> معظم شركات قطاع البترول تخلت عنها ولم تسند أعمال التدريب والاستشارات لها

>> تزايد استثمارات الشركة بالبنوك الى ٦٠ مليون جنيه حتى بداية ٢٠١٩

>> منظمة النفط الافريقية أصرت على إختيار مهارات الزيت لتكون مقرا لمعهد النفط الافريقي

استكمالا للحلقة الاولى من مقالى عن خطيئة تصفية شركة مهارات الزيت والغاز الناجحة تحت مسمى الدمج والذى تساءلت فيه بعنوان "لصالح من اغلاق شركة مهارات الزيت والغاز وتبديد ثرواتها البشرية" ؟. أواصل فى هذه الحلقة نشر الأرقام الايجابية التى حققتها الشركة من واقع التقارير الرسمية والتى كانت كفيلة بعدم تصفيتها. فالتصفية المتسترة برداء الدمج لواحدة من أنجح الشركات فى قطاع البترول وهى شركة "مهارات الزيت والغاز" سنة سيئة من سنن كثيرة طفت مؤخرًا على السطح فى قطاع البترول.. هذه الشركة التى جرى تصفيتها تحت مسمى الدمج ، كانت تمثل الرافد الوحيد المتخصص لاكساب العاملين بقطاع البترول فنون القيادة والادارة بمستويات عالمية فى مجالات البحث والحفر والاستكشاف والانتاج وشئون الإدارة والمالية والسلامة والتفتيش الهندسى والصحة المهنية بدأت شركة مهارات الزيت والغاز أعمالها فى مجال التدريب ومن خلال دراسات أعدتها وزارة البترول أثناء وضع إستراتيجيتها فى عام 2000 ليتم تأسيسها فى 2005 ، فبدأت الشركة بعقد تحالفات و إتفاقيات مع كبرى الجهات المتخصصة فى هذا النشاط سواء بالولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الجهات العلمية العالمية المتخصصة بكافة المجالات العلمية بهدف اكتساب الخبرات منه وتأهيل العمالة الفنية والإدارية لشركات قطاع البترول . كان نجم شركة مهارات الزيت والغاز قد سطع فى سماء شركات البترول العالمية التى استعانت بها داخل مصر فى القطاع المشترك والذى أسند إليه تأهيل العاملين على كل المستويات والتى بدأت بالإدارة العليا حيث تأهل من خلالها المئات وعبر برامج تدريب عالمية على تولى مواقع رئاسة الشركات بدلاً من الاستعانة بمراكز تدريب خارجية كانت تكلف الدولة ملايين الدولارات بجانب الآلاف من القطاع على الادارة الوسطى، ولم تتقوقع شركة مهارات الزيت داخل مصر ، بل تمددت لتصل إلى العراق لتتولى تدريب وتأهيل عناصر شابة على إدارة الشركات فى وزارة النفط العراقية وشركتى مصافى الوسط والحفر العراقية لتحصد لقطاع البترول وبالأرقام 26.5 مليون جنيه بالعملة الصعبة حتى عام 2019 وقبل جائحة كورونا التى أصابت العالم وليس مهارات الزيت فقط بأزمات اقتصادية. كما انجذبت لها مؤسسة النفط الليبية وعدد من شركاتها لتقوم بنفس الدور وتحقق نجاحات أدت الى اصرار منظمة النفط الافريقية على إختيار مهارات الزيت لتكون مقرا لمعهد النفط الافريقي لتدريب الكوادر الأفريقية. لم تكن "مهارات الزيت والغاز" مجرد شركة تم تأسيسها لتصبح كيانًا يعيش على الهامش فى قطاع البترول، بل تأسست لتكون مركزًا ينتقل بأساليب التدريب من المحلية إلى العالمية عبر برامج وشهادات مكنتها من أن تصبح قادرة على منح رخص دولية لمن تلقوا التدريب من خلالها فى كل المجالات المشار اليها. واستطاعت الشركة عبر عناصر مؤهلة على تنظيم عمليات التدريب ــ وعبر برامج التدريب الدولية التى أشرنا إليها ــ أن تحصل على شهادات تمنح بموجبها المتدربين فى نهاية الدورة وبعد اختبارات دقيقة ، رخصة تولى المواقع القيادية سواء رؤساء مجالس إدارة الشركات أو النواب والمساعدين أو المديرين العموم وصلت الي أكثر من 15 ألف فرصة تدريبية بالعام الواحد من خلال أكثر من 1200 برنامج تدريبي متنوع بكافة المجالات سواء الفنية بتخصصاتها أو البرامج الإدارية. كما حصلت الشركة علي جائزة أفضل مركز تدريبي علي مستوي العالم ببرامج الأمن السبراني لتأهيل مهندسي تكنولوجيا المعلومات بالقطاع تقديم البرامج الخاصة بأمن المعلومات لإعداد الكوادر الفنية لإنشاء فرق أمن المعلومات بقطاع البترول من خلال مسارات تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر وبمشاركة كبار المتخصصين بأمن المعلومات مع قيام الشركة بتوفير المواد العلمية العالمية لهذا الشأن . والسؤال.. هل صدر قرار التصفية علي أساس تحقيقها لخسارة مالية بالسنوات الصعبة الماضية أثناء جائحة كورونا؟ ، وإن كان هذا هو السبب فماذا عن باقي الشركات الخدمية بالقطاع والتي منيت بنفس الصعوبات المالية كشركة المياه الخاصة بالقطاع أو نادي بتروسبورت الرياضي والتابع أيضا لقطاع البترول والتي يتعرض لنفس الظروف المالية ؟ وكيف يتم تجاهل ما حققته الشركة لقطاع البترول من ملايين الدولارات على مدار عملها خلال سنوات نشاطها وساهمت في تأهيل المئات من العاملين بالقطاع على تولى مواقع رئاسة الشركات بدل مراكز تدريب خارجية كانت تكلف الدولة الملايين من الجنيهات والدولارات؟. ومع جائحة كورونا فى 2020 أوقفتها عن العمل وحولتها للخسارة شأنها شأن الكثير غيرها من الشركات الخدمية بالدولة ، وتركتها هذه الجائحة فريسة تنهشها الذئاب والثعالب ، وللأسف لم تلق الشركة مساندة من قطاع البترول للحفاظ على استمراريتها وبإعتبارها تؤدى دورا قوميا ووطنيا لصالح القطاع ، بل سارعت بعض الشركات التابعة للقطاع بالقيام بإسناد عمليات التدريب والاستشارات لشركات خاصة مقابل مبالغ مالية ضخمة بدلًا من تقديم الدعم لشركة شقيقة. الأغرب أن بعض شركات قطاع البترول ومنها شركات ضمن قائمة المؤسسين لشركة مهارات الزيت اقتحمت مجال التدريب لتصبح منافسة للشركة المتخصصة فى التدريب علمًا بأن نشاطها الأساسي ليس التدريب وهو ما أدى زيادة التكاليف مع تراجع أعداد المتدربين بالقطاع لتؤدى كل تلك التراكمات الى تحميل مهارات الزيت بخسارة كبيرة وتقليل نشاطها كنتيجة لتلك الممارسات.

ومن تلك الشركات ، علي سبيل المثال مركز منار مصر للبترول التابع للهيئة المصرية العامة للبترول، شركة إنبي، شركة بتروسيف، شركة بترومنت، وغيرهم ، وقيام بعض الشركات بالقطاع باللجوء إلى التعاقد المباشر مع المحاضرين المعتمدين لدى الشركة، بهدف تقديم البرامج التدريبية بها مباشرة بدعوى تخفيض تكاليف التدريب بها.

هذه الشركة التى جرى تصفيتها تحت مسمى الدمج ، كانت تمثل الرافد الوحيد المتخصص لاكساب العاملين بقطاع البترول فنون القيادة والادارة بمستويات عالمية فى مجالات البحث والحفر والاستكشاف والانتاج وشئون الإدارة والمالية والسلامة والتفتيش الهندسى والصحة المهنية والتي بدأت بعدد قليل من العاملين بلغ 11 عاملا بكافة التخصصات. لكن المثير للعجب أن أعداد العمالة تزايدت حتي وصلت الى 130 عاملا تم تعيينهم من قبل قيادات وزارة البترول ومن المعروف إقتصار قرارات التعيين علي الجهات الرسمية فقط (الوزارة) خاصة بعد سحب إختصاص التعيين من سلطة رؤساء الشركات بالقطاع لتتجمع بيد السيد إبراهيم خطاب مساعد وزير البترول والمُقال قبل أسابيع، والمسئول عن ما يسمى إعادة هيكلة قطاع البترول فقط دون غيره مما أدي لإرتفاع تكلفة الأعباء الإدارية بالشركة. لكن رغم ذلك تحولت تلك العمالة الى قوى بشرية مدربة على تصميم وتنفيذ برامج التدريب العالمية وأيضًا التسويق لنشاط الشركة داخل وخارج مصر وبعد الحصول على شهادات عالمية أمريكية وبريطانية والمانية لتصبح من خلالها الشركة الوحيدة التى لها حق منح المتدربين رخص مزاولة الاعمال القيادية والفنية والادارية. هل جاء قرار التصفية بهدف الاستحواذ على المقر بمعداته التدريبية الذى يصل ثمنه حاليا الى مليار جنيه ؟ هل هدف التصفية هو وأد فكرة التدريب بالوسائل الحديثة وليس كما يشاع دمجها فى شركة أخرى؟ وسؤالى الذى أطلب من مسئولى وزارة البترول الإجابة عليه : شركة متخصصة فى التدريب وتأهيل القيادات لتولى مسئوليات الادارة العليا فى شركات البترول.. كيف يمكن لها الاندماج فى شركة انبى المتخصصة فى الاعمال الهندسية والتصميمات ؟ وإن كانت بداية القصيدة كفر كما يقول المثل ، فعنوان الاندماج كان تبديد الثروة البشرية لشركة مهارات الزيت وتوزيعهم على شركات القطاع سواء المشتركة أو شركات الغاز أو شركات بتروجيت أو صان مصر وهو أسلوب ينم عن التخلص من أى أثر للشركة أو العاملين بها وكأنها رجس من عمل الشيطان!. أن تبديد تلك الثروة البشرية جاء بطريقة تنم عن غياب الوعى أو البعد الإنساني، خاصة مع تراكم الخبرات المؤهلة بالشركة على أساليب التدريب ووضع الخطط طبقا للبرامج العالمية والتي لا يمكن تعويضها بأى حال. المثير للدهشة أن وزير البترول طارق الملا أثناء إتخاذ قرار التصفية المكفن برداء الدمج خلال إنعقاد الجمعية العمومية غير العادية فى نهاية العام الماضى قال بالحرف الواحد.. لن يضار أي من العاملين سواء ماديا أو معنويا نتيجة لقرار الدمج أو التصفية المقنعة ولكن المثير للحزن أنه تم توزيع العمالة بصورة عشوائية لم يراعى فيها ظروفهم الأسرية أو الصحية ، والنزول بدخولهم لأقل من 50% وأسناد مهام هامشية لخبراء فى مجال التدريب وهو ما سوف نطرحه وبالتفصيل فى حلقات قادمة إن شاء الله لعل وعسى أن يتم تصويب هذه الاخطاء. لم تكن الشركة وإدارتها منذ نشأتها تعتمد على المؤسسين ، بل على نفسها فى تدبير التمويل الذى يتوالد عبر أتساع خدمات التدريب حيث أثبتت قدرتها منذ تأسيسها على عملية التمويل الذاتى لتغطية جميع النفقات الإدارية المباشرة وغير المباشرة وتمويل عمليات التوسع بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التى أدت إلى تأخير سداد مستحقات للشركة دون اللجوء لقروض او إعتمادات بنكية. فالأرقام الإيجابية للشركة تشير طبقا لتقارير ميزانياتها الى تزايد أرقام استثماراتها بالبنوك والتي وصلت الى مبالغ أكثر من ٦٠ مليون جنيه حتى بداية عام ٢٠١٩ مقسمة ما بين حسابات جارية واستثمارات طويلة الأجل ، وهو ما يعكس قدرة الشركة المالية على سداد التزاماتها ومتطلبات التشغيل وقدرتها على تطوير أعمالها خاصة بعد بلوغ رصيد حسابات العملاء بنهاية عام ٢٠١٩ لأكثر من 73 مليون جنيه مصري، وهو الأمر الذى يكشف عن حجم إنجاز الأعمال والخدمات المؤداة لشركات قطاع البترول. ومع هذه الأرقام وحصاد عمل الشركة ونشاطها الداخلي والخارجي يصبح قرار التصفية غير منصف أو مبررويحمل علامات أستفهام كثيرة . وللحديث بقية

اقرأ ايضاً

أسامة داود يكتب : لصالح من اغلاق شركة مهارات الزيت والغاز وتبديد ثرواتها البشرية ؟ ( 1 )

أسامة داود يكتب: صدقت توقعات طاقة نيوز منذ 20 يوما .. وهشام نور الدين يعود لرئاسة “موبكو

أسامة داود يسأل : هل يتم تصويب أخطاء الحاكم بأمره في البترول

أسامة داود يواصل حملته : أرامل إبراهيم خطاب

أسامة داود يكتب : بعد إقالة ابراهيم خطاب وتصعيد راندى.. من هو وزير البترول القادم؟

أسامة داود يكتب : شجرة البترول التى أخلص لها سامح فهمى

أسامة داود يكشف : تناقضات أرقام انتاجنا من الغاز الطبيعى

أسامة داود يسأل : من يصلح لقيادة قطاع البترول؟ ( 4 )

أسامة داود يكتب: خِطَاب خَطاب.. الحاكم بأمره فى البترول

أسامة داود يكتب: الحاكم بأمره فى وزارة البترول ( 3 )

أسامة داود يكتب: هل يتم تجريف قطاع البترول من القيادات؟

أسامة داود يكتب : 11 تساؤلا مشروعا لوزير البترول

أسامة داود يكتب : تأجيل أرباح موظفى البترول .. “ألعوبة” كل سنة

أسامة داود يكتب: لغز تجاهل ترقيات المساعدين بالبترول

أسامة داود يكتب : ملف تأخر ترقيات قطاع البترول يصل البرلمان