ثابتسلايدرمقالات

أسامة داود يرصد : 4 مشاهد من مأساة “البحث عن سرير رعاية”

1 يونيو 2023 | بتوقيت 9:09 صباحًا

*حكاية السيدة التى دارت “كعب داير” على 3 مستشفيات حتى فارقت الحياة

*العبارة الشائعة بعد انتظار ساعات بالطوارىء : تحتاج لرعاية مركزة ولا يتوافر سرير

*أين قرار رئيس الوزراء بإدخال المريض مستشفى خاص في حالة عدم توافر سرير في مستشفى عام ؟

*أمر تدبير سرير اكثر قد يستغرق 5 أيام وحينها يكون ملاك الموت قد وصل الى المريض

* وزارة الصحة تفننت في وضع متاهات لا نهاية لها على أهل أى مريض ليقضوا أياما طويلة بحثا عن سرير

هذه 4 مشاهد من حكاية سيدة دارت “كعب داير” على 3 مستشفيات حكومية و”خاصة” بحثا عن سرير رعاية مركزة بلا جدوى ، حتى غادرت الحياة بعد رحلة عذاب استمرت ثلاثة أيام .

المشهد الأول :
الحكاية تبدأ عندما سقطت السيدة م. أ. ح بالمعاش أثناء وضوءها استعدادا لصلاة مغرب السبت الماضى 27 مايو 2023 ، فأصيبت بجلطة في الشريان الرئيسى بالمخ وارتشاح بالمخ.

المشهد الثانى :
تم نقل السيدة الى مستشفى الهرم ، ليتم وضعها في الطوارئ في طابور طويل ولمدة 4 ساعات بالتمام والكمال حتى وصلت الى دورها وبدأت إجراء أشعة رنين مغناطيسى بينما كانت نسبة الوعى لديها 15 على 15
ولكن جاءت التعليمات من المستشفى : عملنا ما في وسعنا والحالة تحتاج الى رعاية مركزة.. ولا يتوافر أي سرير.

المشهد الثالث :
تولت الأسرة نقل الحالة الى مستشفى 6 أكتوبر بالدقى والتي تتبع التأمين الصحى ، وهى الجهة التي يجب ان تتولى علاج السيدة المصابة، حيث أنها منتفعة بالتأمين معاشات وتحمل بطاقة تأمين صحى برقم 1521491 فرع الجيزة على أمل توافر سرير رعاية مركزة .

وقفت السيدة في طابور أيضًا ولمدة 3 ساعات لم يتم خلالها عمل أى إجراء طبقا لأقوال أسرتها ، ولم تحظ حالتها بأى اهتمام سوى بتوقيع الكشف عليها من طبيبة بالطوارئ.

ورغم تدهور حالتها وتراجع فرص إنقاذها مع مرور الدقائق والساعات والتي لا تعنى للقائمين على منظومة الصحة أو التأمين الصحى سوى وقت يمر من ساعات عمل ، بينما تعنى بالنسبة لها ولأسرتها أيام طويلة سوداء ، جاء قرار المستشفى : ليس لدينا مكان ، وعليكم التوجه الى مستشفى خاص.

المشهد الرابع :
داخل احدى الكيانات المسماه خطأ مستشفى يتم نقل السيدة الى مستشفى في شارع فيصل وتراجع الوعى لديها في عد تنازلى من15 الى 8 ثم الى 2 ، ليتم وضعها على جهاز التنفس بينما كان الأهل يبحثون عن رقم الطوارئ التي تنشره وزارة الصحة تحت زعم انقاذ الحالات الحرجة وهو 137 .

ورغم تسجيلهم لبلاغ يحمل رقم 1125387 فى 27 مايو 2023 ، إلا أن الرد جاء : جارى البحث عن سرير بأحد مستشفيات وزارة الصحة أو التأمين الصحى أو المستشفيات الجامعية ولمدة أيام ، حتى أخذ الوعى يتراجع لديها ، بينما الاهل يدبرون عشرات الآلاف من الجنيهات للمستشفى الخاص بالاستدانة أملا في إنقاذ حياة والدتهم ، لكنها لقيت ربها الذى هو أكثر رأفة من هؤلاء الذين لايمتلكون اى ذرة انسانية.

وهكذا تفننت الرعاية العاجلة بوزارة الصحة في وضع متاهات لا نهاية لها على أهل أى مريض ان يسلكها ، وتتطلب أياما طويلة في البحث عن سرير ، وحينها يكون ملاك الموت قد وصل الى المريض قبل أن تستطيع ما تسمى خطأ بالرعاية العاجلة تدبير سرير له ، بينما القائمون عليها يتمتعون بالمزايا ولا يعنيهم القيام بواجبهم تجاه استغاثات ممزوجة بصرخات تصدرها توسلات الأهالى ، بينما أجساد ذويهم المرضى تتشبث بالحياة ، لكن سرعان ما تتحول بسبب غياب دور الرعاية العاجلة الى جثامين يواريها الثرى.

أتذكر سابقا أن الرعاية العاجلة بالنسبة للمرضى كانت تقتصر على الاتصال برقم 137 طوارئ ، وفى خلال ساعات بل ربما دقائق يتم اخطار المريض عبر رقم الهاتف الذى تم الإبلاغ منه بالتوجه الى المستشفى الذى يتوافر به سرير رعاية.

ثم ، أين قرار رئيس الوزراء الذى أصدره منذ سنوات بأنه في حالة عدم توافر سرير في مستشفى عام ، يتم إدخال المريض مستشفى خاص على ان يتكفل العلاج على نفقة الدولة بتغطية المريض لمدة 48 ساعة وحتى يتم نقله الى سرير بمستشفى عام ؟.

وإن كان المريض يتبع التأمين الصحى ومن المنتفعين بمظلته يتم توجيهه الى مستشفى خاص من المتعاقد معها لحساب التأمين ، حتى يتوافر سرير بمستشفياتها أو المستشفيات العامة.

لكن على ما يبدو ان الوزارة قد رأت أن هذا الامر جعل من الرعاية العاجلة وسيلة لإنقاذ أرواح المرضى ، فقررت ابتداع وسيلة جديدة لتجعل الرعاية العاجلة تتم على مرحلتين بدلاً من واحدة.

فإذا ما حاول أهل المريض إنقاذه بإدخاله مستشفى خاص في حالة عدم توافر سرير بمستشفى عام ، يكون رد 137 أن المريض لا يتبعها ، بل يتبع برنامج “رعايات مصر” الذى يتطلب تدخله مع 137 طوارئ ، وقد يتطلب أمر تدبير سرير أكثر من 3 و4 بل و5 أيام ، وهنا يكون الموت أقرب اليه مما تسمى “الرعاية العاجلة”.

[email protected]

أقرأ ايضاً

أسامة داود يواصل الكتابة : جرائم ضد مرضى التأمين .. والفاعل سرير ( 2 )

 أسامة داود يكتب بالمستندات : رئيس التأمين الصحي فى خصومة مع الإنسانية

أسامة داود يكتب : مرضي يحالون لقوائم الموت بزعم خروج أدوية علاجهم من القائمة (1)

أسامة داود يكتب : رئيس التأمين الصحى يتحدى المرضى ( 2 )

أسامة داود يكتب : عشماوي في التأمين الصحي

أسامة داود يروى بالوقائع : 3 ساعات فى مستشفي “الغلابة” ( 2 )

أسامة داود يكتب: قسم جراحات أورام المخ بعين شمس يحتاج إلى دعمكم

أسامة داود يكتب عن : إسماعيل سلام وزير صحة الغلابة ( 1 )

أسامة داود يكتب: معهد ناصر.. علاج 5نجوم للغلابة فى مصر (2)

أسامة داود يكتب:حكاية سطو وزراء البيزنس على معهد ناصر ( 4 )

أسامة داود يكتب: لم يعد فى قوس الصبر منزع.. لماذا يتجاهل رئيس التأمين الصحى رسائل الاستغاثة لمرضى يشرفون على الموت؟

أسامة داود يكتب: عوض تاج الدين والتصدي لمافيا الأغذية الفاسدة

أسامة داود يكتب: عشوائيات الصحة تبتلع مهنة الطب!!

أسامة داود يكتب : نار كورونا و لا جنة المستشفيات الخاصة

زر الذهاب إلى الأعلى