أخبار عاجلةثابتسلايدرملفات وتقارير

” طاقة نيوز” تنشر كتاب حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات ( 1 )

10 سبتمبر 2023 | بتوقيت 8:24 مساءً

عبدالهادي قنديل: حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات ( الحلقة 1 )

عاصر نكسة يونيو وكان شاهدًا على أحداثها ولعب دورًا خطيرًا أثناء وبعد حدوثها

عاش مع رموز نظام ناصر وتعامل مع رجال السادات وعاصر سنوات المقاطعة العربية

كيف نجح رجال البترول في تخفيف تداعيات حرب 1967 التى جردت مصر من كل حقول البترول

كيف تحولت الجزائر والسعودية إلى أكبر داعم فى حرب أكتوبر؟

ماقصة الطائرات الليبية التى تم سحبها خلال المعارك ؟

معلومات خطيرة أكدها قنديل عن شركات أجنبية كانت تتعامل فى مصر باعتبارها استعمار

 

تبدأ “طاقة نيوز” اعتباراً من اليوم وعلى عدة حلقات نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، والذى صدر بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود مع الرجل الذى تولى منصب وزير البترول _فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى عام 1992_ جاءت الحوارات في 2017 وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل.

الحلقات تكشف أسرارا لأول مرة وتزيح الستار عن حكايات مثيرة عن علاقة مبارك ورجال عبد الناصر والسادات بقطاع البترول كما تزيح الحلقات الستار عن كواليس وأسرار أخطر المراحل فى تاريخ مصر ، وهى مقدمات نكسة يونيو ونصر أكتوبر ومواقف الزعماء العرب منهما ، ويكشف قنديل لأول مرة سر إقالته من منصبه ولماذا رفض تعيينه مستشارا للحكومة بعد الإقالة؟ ، وسبب كراهية السادات للتنظيم الطليعى؟

وكيف كان شاهدا على نزاهة أعوان عبد الناصر وطهارة يديهم ، وجريمة عاطف عبيد وبطرس غالى في محاولة ببيع شركات البترول وكواليس سطو أحمد عز على حديد الدخيلة وقصة الـ 4.5 مليار دولار التى شفطتها حكومة مبارك للطاقة البديلة ، ولماذا طلب مبارك التكتم على أرصدة البترول فى البنوك؟ ، ولماذا اصطدم الرجل مع مجلس الوزراء؟.
ومن هم الذين طلبوا 2 مليون دولار فى طائرة ثمنها نصف مليون دولار؟ ، وقصة بتروجيت من الإدانة الى النجاح ، ولماذا وصف قنديل رأفت الهجان عندما تعامل معه بأنه شخص غامض؟ ، ومن هو الرجل الذى استبعده قنديل فلجأ للحزب الوطنى؟.
وغيرها من الأسرار والانفرادات التى لن تقرأها سوى فى “طاقة نيوز

مقدمة الكتاب بقلم الكاتب الصحفى أسامة داود

بمداد الصدق والموضوعية والوطنية أخطُّ سطور هذا الكتاب ، بدون انحياز وبتجرد كامل من الهوى والمصالح ، أكتب عن رجل لقى وجه ربه، وصار بين يدى المولى عز وجل، وأنقل على لسانه الحقيقة الكاملة بضمير مهنى يقظ، أنقل شهادة رجل لعب دورًا خطيرًا فى مراحل مهمة من تاريخ مصر.. أنقلها لوجه الله والوطن والتاريخ بعد أن ظل صاحب تلك الشهادة صامتاً ومنحَنى أنا فقط دون غيرى “صك” الكلام وحق السبق والانفراد والتوثيق.
لم يكن عبد الهادى قنديل وزيرًا على الهامش فى زمن مبارك، ولم يُمضِ 7 سنوات فقط كوزير للبترول، بل كان فى ميزان الأحداث بسبعين عامًا، فقد عاش الرجل وسط الدوامة وغاص فى الأحداث السياسية. عاصر نكسة يونيو، وكان شاهدًا على أحداثها، ليس هذا فحسب بل لعب دورًا وطنيًّا خطيرًا أثناء وبعد حدوثها. كان كادرًا مهمًّا فى التنظيم الطليعى أيام الرئيس عبد الناصر، وتعلم السياسة والوطنية قبل أن يتعلم “الإدارة فى ملف البترول كمسئول وكوزير لاحقًا”. تعامل مع رموز نظام عبد الناصر قبل أن “يجور على بعضهم الزمن” فى زمن الرئيس السادات، فأنصفهم لقناعته وإيمانه المطلق بأن كل من عملوا بجانب “الزعيم” كانوا على أعلى مستوى من النظافة وطهارة اليد، ولم يتربحوا قطُّ فى حياتهم.

ثم عاصر وتعامل مع رجال الرئيس السادات كقيادى فى قطاع البترول، وعاش سنوات المقاطعة العربية، واحتك بزعماء عرب، ورصد مواقفهم المساندة والمتخاذلة فى سنوات القطيعة بعد كامب ديفيد، ثم عاصر نصر أكتوبر، وكان له دور كبير في إمدادات البترول ، ثم تم تعيينه كوزير فى زمن مبارك، لكنه اصطدم برجاله ورموز نظامه بسبب ملفين رئيسيين، الأول رفضه طلب مبارك تصدير الغاز لإسرائيل، والثانى رفضه العبث بفوائض أموال البترول التى كان السادات قد أمر عبد الرزاق عبد المجيد وزير المالية آنذاك بقوله “خدها”، بينما قال له مبارك “كتِّم عليها وامنع الحكومة من الاقتراب منها”.

التقيت به عدة مرات؛ ليقصَّ علىَّ رحلته فى قطاع البترول.. إنجازاته وإخفاقاته.. علاقاته وصداقاته.. دوره فى مواجهة المجاعة البترولية التى تعرضت لها مصر مع نكسة 1967.

لم يكن قنديل مجرد مسئول وصل إلى كرسى الوزارة، ولم يكن متلقيًا لتعليمات ينفذها دون اقتناع، ولم يكن ممن يستحوذون على حق إصدار القرارات وفرضها على مرءوسيه.

بل كان نموذجًا لقائد يناقش ويستشير ثم يصدر قراره، ليس بإملاءات، ولكن بناء على دراسات ومعلومات؛ وبالتالى نجح عبد الهادى قنديل أن يكون ضمن عمالقة تمكنوا من إنجاز مهام كانت سببًا فى نجاة مصر من أكبر مؤامرة عليها فى التاريخ، وهى حرب 1967، التى جردت مصر من كل حقول البترول تقريبًا، ودمرت نحو 90% من طاقتها التكريرية ممثلة فى معملى النصر والسويس.

كان الرجل ممن تتلمذوا على يدى أحمد كامل البدرى وعلى والى وأحمد عز الدين هلال، أشهر وزراء بترول مصر، ورمزى الليثى رئيس هيئة البترول فى حكومة مارس 1973، وهى حكومة الحرب، والذى يقول عنه قنديل إنه كان الأقرب إلى قلبه وعقله.

تولى الثلاثة هلال والليثى وقنديل أكبر مهمة ربما فى تاريخ مصر، وهى تجهيز قطاع الطاقة للحرب، رغم علم اثنين منهم فقط منذ مارس بوقت الحرب تنفيذًا لتعليمات الرئيس السادات. كان الثلاثة يمثلون أضلاع هرم البترول المصرى.. عاشوا مسئولين عن إدارة منظومة البترول المصرى فى الوقت الذى لم يكن لدى مصر فيه أى بترول سوى حقل واحد هو المرجان، بعدما سقطت سيناء فى يد العدو فى 5 يونيو 1967 وبها معظم بترول مصر تقريبًا.

وكان مسئولًا مع بضعة أفراد عن تأمين احتياجات مصر من المنتجات وقت لم يكن لدى مصر من الزيت الخام سوى ما ينتجه حقل المرجان، ولم يكن لديها من الطاقة التكريرية سوى معمل تكرير الإسكندرية محدود القدرة، بعدما دمر العدو معملى تكرير السويس والنصر.

كان الرجل هو الشخص الوحيد بعد الوزير فى قطاع البترول الذى تم إبلاغه بموعد حرب أكتوبر.

واحتفظ الرجل بهذا السر حتى التقيته فى شتاء 2017؛ لأجرى معه حوارات كانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل.

حكى لى الكيميائى عبد الهادى قنديل، عبر لقاءات تمت داخل مكتب المهندس عمرو مصطفى رئيس شركة «آموك» بمقرها بالقاهرة بمبنى شركة غاز الشرق بحى السفارات بمدينة نصر، حكى لى قصصًا وروايات بكل التفاصيل تمثل شهادته على مرحلة من أخطر المراحل التى مرت بمصر، منها كيف تم استيلاء قطاع البترول على السفن واستخدامها لنقل البترول المصرى ومصادرة ناقلات بترول عالمية وتحويلها إلى نقل المواد البترولية، وكيف تحولت الجزائر والسعودية إلى أكبر داعم فى الحرب، وقصة الطائرات الليبية التى تم سحبها خلال المعارك، بينما كانت مصر قد دبرت احتياجاتها من الوقود الخاص بها، والذى لم يكن من الممكن الاستفادة به فى الطيران المصرى!

معلومات خطيرة أكدها قنديل عن شركات أجنبية قال إنها كانت ولا تزال تعمل فى مصر، وتتعامل على أنها استعمار، لا تريد لنا أن نتقدم.. وكيف نجحت قيادات البترول فى انتزاع الحقوق من القبضة الفولاذية لتلك الشركات؟
كيف كانت جسارة قيادات بقطاع البترول خاضت بطولات لتوفير احتياجات القوات المسلحة وقت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر؛ لتتساوى مع بطولات من يقفون على الجبهة؟
وكيف تم استخدام الزيت الخام مباشرة بعد إجراء عمليات تكثيف حتى تتطاير المشتقات الخفيفة، وتم استخدامه فى تشغيل محطات الكهرباء كبديل للمازوت؟
أيضًا دوره فى توفير مياه الشرب لسكان راس غارب؛ استمرارًا لدور القطاع قبل النكسة، حيث كان يأتى بها عبر المراكب التى تذهب إلى عدن محملة بالخام للتكرير فى معامل شركة «بريتش بتروليم»، وقت أن كانت عدن مستعمرة إنجليزية؛ لتعود محملة بالمياه؛ ليتم تنقيتها ثم ضخها للمواطنين.

فى عام 1973 شغل موقع المسؤول الأول عن العمليات بالهيئة العامة للبترول، وكتب بخط يده خطة تأمين احتياجات القطاع من البترول، والتى تم وضعها عبر ثلاث قيادات، هم أحمد عز الدين هلال وزير البترول، ورمزى الليثى رئيس الهيئة، وعبد الهادى قنديل مسؤول العمليات، وكانت تلك الأوراق وثائق سرية غير مسموح لأحد بالاطلاع عليها.
التقيته يقص علىَّ لساعات طويلة دون ملل وبذاكرة قوية تحدد الحدث وتاريخه وشهوده.
تحدثت معه لساعات، ولم يُنشَر منها حرف حتى الآن؛ باعتبار أنها مادة تخص كتابى عن «رواد البترول».
كان هدفى أن يكون كتابًا واحدًا، ولكن بعد تزايد ما قمت برصده من أحداث ووقائع تمثل كواليس واسرار لم يُعلن عنها حتى الآن، قررت أن يشغل عبد الهادى قنديل بمفرده الجزء الأول من سلسلة كتب تؤرخ لقطاع البترول.

إقرأ فى الحلقة 2

لماذا أمر السادات ألا يزيد عدد المطلعين على موعد حرب أكتوبر يقطاع البترول عن شخصين

قنديل : بكيتُ يوم 9 يونيو 1967 عندما شاهدت جنديًّا إسرائيليًّا يعتلى مئذنة مسجد صغير ساخرًا من الأذان

هذا الرجل أقنع عبد الناصر بالاستعانة بالشركات الأمريكية للكشف عن البترول فى مصر

زر الذهاب إلى الأعلى