أخبار عاجلةثابتسلايدرمقالات

أسامة داود يتساءل: ما سر تفريغ شركات البترول من القيادات؟ (2)

9 أغسطس 2023 | بتوقيت 8:42 صباحًا

لماذا يتم معالجة الفراغ بأسلوب الترقيع والتغييرات العشوائية؟

شركات الزاد والزواد لخزانة البترول بلا قيادات لمدد من شهور إلى أعوام

كيف تستقيم أمور شركات تدار على الهامش؟

ترك مواقع القيادة خالية لشهور وسنوات مع سبق الإصرار أصبح سُنَّة سيئة

وادى السهل بلا رئيس لشهور وبتروجلف بلا نواب رئيس للعمليات أو المالية أو الاستكشاف منذ أعوام

عبارة “بجانب عملها الأصلى” تقزيم لمواقع شركات مسئولة عن إنتاج بترول مصر

لماذا تراجع إنتاج الزيت الخام بمصر خلال سنوات قليلة من 750 إلى 450 ألف برميل؟

مئات الملايين من الجنيهات تم إنفاقها لإعادة هيكلة القطاع… وبعد سنوات مواقع قيادات الصف الثانى فارغة

اليوم للأسف نتباهى بغياب من يستطيع شغل موقع وزير البترول

كارثة أن ينضب قطاع البترول من كل الصفوف ويتم تقويضه

بعد حالة من الجمود بخلو مقاعد رؤساء شركات لمدد تراوحت ما بين شهور وتجاوزت العام جاءت حركة التغييرات التى أعلنها المهندس طارق الملا وزير البترول أول أمس وشملت 5 رؤساء شركات ومدير تنفيذى لشركات شمال سيناء للبترول والعلمين للبترول وبترو سيناء والواحة والشركة الوطنية للخدمات البترولية نبسكو، على طريقة الترقيع بإسناد مهمة رئاسة الشركات إلى قيادات بجانب عملها الأصلى، وهو منعطف خطير يكشف عن أن السيد وزير البترول لا يرى القطاع بشكل جيد، حيث إنه لم يكلف نفسه بالبحث عن قيادات محاصرة داخل مستويات وظيفية غير مصرح لها بالخروج منها أو مغادرتها.. أو ربما يريد ترك المواقع خالية حتى تسمح الظروف بوجود مجموعات من المرضِى عنهم لشغلها حتى ولو بإسناد عدد من المواقع لعنصر واحد وكأنه (سوبر مان) يستطيع أن يدير أكثر من عمل فى وقت واحد.

بينما الحقيقة أنه يدفع بالعناصر التى ربما لديها كفاءة فى إدارة موقع إلى الفشل فى إدارة كل المواقع المسندة إليها، والمثل يقول صاحب بالين كداب فما هو الرأى فيمن يتوج فوق 4 و5 مواقع مابين رئاسة شركات وعضوية مجالس إدارة ومهام أخرى، ربما الميزة الوحيدة فيها هى مضاعفة الدخول المادية لبعض القيادات.. بينما تكتظ دهاليز القطاع بقيادات من العناصر الشابة لو فتح لها الباب لأعادت الحياة إلى قطاع البترول.

كما أن اختيار قيادات لمواقع رؤساء الشركات بجانب عملها الأصلى يتم وكأنه يستهدف منه إرباك تلك القيادات ووضعها فى متاهة بين عملين كل منهما يحتاج إلى جهد وتركيز يمتص كل وقته.. وبالتالى لا يحصد القطاع من تلك القيادات سوى التشتت خاصة وأن نفس القيادات التى يسند إليها عملان فى شركات الإنتاج مطالبة بالالتزام بقضاء نصف أيام الأسبوع تقريبًا بمواقع الحقول.. فكيف تستقيم أمور شركات تدار على الهامش؟

إن تجاهل أهمية شركات الإنتاج لدى قيادة القطاع بترك مواقع القيادة بها خالية لشهور طويلة ولسنوات مع سبق الإصرار تحولت إلى سُنَّة سيئة، والآن بعد خراب مالطة يتم معالجة الفراغ بأسلوب الترقيع ولكن الحقيقة فقد اتسع الخرق على الراتق، غير أن تلك الحركة لن تفيد لأنها تغييرات بأسلوب عشوائى وتمثل محاولة لتجميل واقع مرير يمر به قطاع البترول بسبب قيادة تفتقد الخبرة.

ولم تكن جنوب الوادى القابضة للبترول هى الشركة الوحيدة التى سقطت من ذاكرة القطاع وتُركت جسدًا بلا رأس أو أطراف بعد أن أهملت بلا رئيس مجلس إدارة أو نائب الإدارية بينما افتقدت نائب الاستكشاف لأكثر من عام.

من بين تلك الشركات المأزومة بسبب جفاف بعض مواقعها القيادية، العلمين، الواحة، شمال سيناء، وادى السهل، بتروجلف، بتروزنيمة، عش الملاحة، بتروأمير.. كلها متخصصة فى البحث والاستكشاف وإنتاج الزيت الخام بمناطق جنوب مصر والبحر الأحمر ومخصص لها عشرات الآلاف من الكيلومترات وبها طبقات من الزيت.

تلك الشركات تمثل الزاد والزواد لخزانة قطاع البترول وتعيش بلا قيادات لمدد تتراوح من شهور للبعض وأعوام للبعض الآخر.

حتى الشركة القابضة التى تدير تلك الشركات فهى أشبه بجسد مبتور الأطراف وبلا رأس باعتبار أن قطاع البترول من وجهه نظر القائمين عليه أصبح لا يملك قيادات علمًا بأن عمر إدارته بدأت فى 2015 وتصل إلى 8 سنوات بعد تولى المهندس طارق الملا إدارة القطاع مصطحبًا فى جعبته المعزول بتعليمات عليا من شهور إبراهيم خطاب.

نعم 8 سنوات كفيلة بالإجهاز على قطاع كان فى السابق يصدِّر إلى الحكومة وزراء منهم الراحل حمدى الشايب وزير النقل الأسبق والمهندس هانى ضاحى وزير النقل الأسبق أيضًا وكان هناك أكثر من قيادى يصلح لإدارة أى وزارة فى الحكومة كما قدم القطاع رئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل عليه رحمة الله.
هذا قطاع البترول عندما كان، والآن هناك شركات تعيش بلا رئيس ، ولم يؤهل من وجهة نظر قيادة القطاع من يتولى تلك المواقع، فتُركت جسدًا بلا رأس ومنها شركة العلمين منذ 6 شهور والواحة منذ شهر وشمال سيناء ما يقرب من 3 أشهر ووادى السهل منذ عامين.

وقد تُركت بتروفرح فى عصمة نائب رئيس هيئة البترول للإنتاج لإدارتها بجانب مشاغله التى من المفترض أنها تحتاج إلى جهده على مدار الساعة فكيف يكون لديه دقائق لمنحها لتلك الشركة إلا لتقاضى مقابل إدارته لها وفقط.

بينما تعيش شركات مثل بتروجلف بلا نواب رئيس للعمليات أو المالية أو الاستكشاف منذ أعوام.

هذه عينة من شركات منها ما يتبع جنوب الوادى للبترول وبعضها يتبع الهيئة العامة للبترول، وهنا يكون الرد على الاستفسار الذى يشغل بال الكثيرين: لماذا تراجع إنتاج الزيت الخام فى مصر خلال سنوات قليلة من 750 إلى 450 ألف برميل؟
أتحدث عن قطاع لم يكن ينضب من قياداته بل كان مصدرًا لمد الشركات وقطاع الأعمال بالعناصر الشبابية التى تستقطب من جانب الحكومة لإدارتها، وكان هادى فهمى على سبيل المثال فى الخمسين من عمره عندما تم إسناد مهمة إدارة القابضة للتجارة له وكان هو من يقف وراء استصلاح واستزراع 40 ألف فدان فى توشكى عبر شركة الوادى، بينما كان هناك من حصل على الأراضى ولم يزرع بها شجرة واحده وغيره الكثيرون.
لقد وصل إنتاج مصر من البترول خلال فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات وفى ظل وجود قامات مثل هلال وقنديل إلى مليون برميل يوميًا، بينما كان الغاز الطبيعى يتم التكتم عليه بهدف حمايته للأجيال القادمة وبالطبع الآن نستنزفه فى الكهرباء، بينما أهملنا الزيت الخام والسبب ما حدث من تجفيف نبع القيادات فى قطاع البترول.

اليوم للأسف أصبحنا نتباهى بأننا ليس بيننا من يستطيع شغل موقع وزير البترول بل ليس بيننا من يستطيع أن يشغل موقع نواب رؤساء الشركات فى مجال الإنتاج أو الاستكشاف أو العمليات أو الإدارية أو المالية؟
والسبب أن إدارة قطاع البترول تسير حاليًا عكس منهج عمالقة مثل أحمد عز الدين هلال وعبد الهادى قنديل وحمدى البنبى وسامح فهمى ولذلك وصلنا إلى تلك النتيجة التى تُترك فيه شركات بلا قيادات.

أتحدث بالمعلومات لا بحديث مرسل.. أتحدث بأسماء الشركات والمواقع الخالية بها ولو أردت لأعلنت حجم التراجع فى إنتاج كل شركة ولكن أتعامل بمنطق ربنا أمر بالستر.. وهنا يكون السؤال ماذا قدمت الشركة الأمريكية التى منحها القطاع ما يعادل مئات الملايين من الجنيهات بالعملة الصعبة لإعادة هيكلة القطاع؟ أين القيادات التى أهلتها وأين الهيكلة التى أجرتها؟ وبعد سنوات لم نجد سوى مواقع فارغة من قيادات الصف الثانى بل امتد الخواء إلى مواقع الصف الأول وهم رؤساء مجالس الإدارة.. فهل تستمر الأمور في قطاع البترول على هذا الوضع أم يتم التصويب؟

 

[email protected]

اقرأ ايضاً

أسامة داود يتساءل : هل يتم تصفية بترول جنوب الوادى ؟

أسامة داود يكتب: كيد النسا فى البترول

أسامة داود يكتب : قفزات هشام نور الدين .. ومخططه بعد الستين (3)

أسامة داود يكتب: صدقت توقعات طاقة نيوز منذ 20 يوما .. وهشام نور الدين يعود لرئاسة “موبكو (2)

أسامة داود يكشف : ترتيبات سرية لعودة هشام نور الدين لرئاسة موبكو (1)

أسامة داود يواصل حملته : أرامل إبراهيم خطاب

أسامة داود يكتب : بعد إقالة ابراهيم خطاب وتصعيد راندى.. من هو وزير البترول القادم؟

أسامة داود يكتب : شجرة البترول التى أخلص لها سامح فهمى

أسامة داود يكشف : تناقضات أرقام انتاجنا من الغاز الطبيعى

 

زر الذهاب إلى الأعلى