مذكرات قنديل : مبارك أوقف الحفر عن الغاز أمام استراحته منعًا لإزعاجه وقال: «ما حدش يحفر هنا وأنا موجود» ( الحلقة الثامنة )
4 أكتوبر 2023 | بتوقيت 8:00 صباحًا

الرئيس الأسبق قال لأبو غزالة أمامى : «قنديل ده راجل بجد»
مبارك «زرجن» ورفض اتفاقية الحفر عن الغاز فى البحر المتوسط لهذا السبب
احتياطيات الزيت الخام تراجعت فبدأنا البحث المكثف عن الغاز الطبيعى
السفارة الأمريكية منعتنا من دخول نشاط الأعمال البحرية لأنها كانت حكرًا عليهم
السفير الأمريكى احتج على تولى مصر تركيب الخطوط البحرية لهذا السبب
«بتروجت» لم يقتصر عملها على مصر لكنها تمددت فى 13 دولة عربية وإفريقية
تواصل “طاقة نيوز” نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود عام 2017 مع الرجل الذى تولى منصب وزير البترول – فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى عام 1992 – وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل.
والى تفاصيل الحلقة الثامنة والتى يواصل فيها «عبد الهادى قنديل» اجترار الذكريات عن أجواء حرب أكتوبر وما تلاها قائلاً:
«عقب شَغلى لموقع «رئيس الهيئة العامة للبترول» أكدت الدراسات التى أجريناها تراجعًا فى حجم احتياطيات الزيت الخام، وتوجهنا على الفور نحو البحث المكثف عن الغاز الطبيعى، وأنشأنا مجمعًا لتجميع غازات خليج السويس، وبدأ تشغيله».
مضيفاً: «وفى عام 1982عقدنا المؤتمر الأول للغاز فى 28 فبراير، وكان فى فندق «السلام» الذى كان قد افتُتِحَ حديثًا، وقلت أمام «أحمد عز الدين هلال»: إن لدينا غازًا كثيرًا فى البحر المتوسط، أمام «دلتا النيل»، فيجب أن نكثف فيها البحث، وهو ما فعلناه، وأبرمنا أول اتفاقية للحفر فى المياه العميقة وقتها، وكانت فى البحر المتوسط أمام ساحل منطقة برج العرب.
ولكن الرئيس السابق «حسنى مبارك» رفض، وقال: «ما حدش يحفر هنا وأنا موجود»؛ باعتبار أن استراحته ببرج العرب كانت أكثر الأماكن المُحببة إليه، قلت: إذًا نعمل فى حالة عدم وجودك، لكنه «زرجن»، ورفض الاتفاقية بعدما تم توقيعها، وتوقفنا بالفعل! والغريب فى الأمر أنه لم يقترب أحد من المنطقة حتى الآن»!
مبارك يرفض مجاملة شقيقه
يضيف «قنديل»: رغم ذلك كان الرئيس مبارك يُقدِّرني جدًّا ، ففى أحد اللقاءات، وبحضور المشير أبو غزالة، كنا نناقش موضوعًا يخصُّ البترول، فوجَّه كلامه للمشير، وقال: «عبد الهادي قنديل ده راجل بجد.. طرد أخويا من هيئة البترول».
يؤكد «قنديل» أنه كان يتَّبِع أسلوب الصرامة مع كل من يبحثون عن «استثناءات» قائلاً: «كانت تلك تصرفاتى مع من يريد الاستثناءات؛ لأن أكبر آفة فى هذه الدولة هى أن تجامل على حساب الشغل، كما كنت أتعامل مع بعض العناصر فى الهيئة ممن لا أرغب فى رؤيتهم بموضوعية، فكنت أضع بعضهم فى موقع «رئيس شركة»؛ لأنه هو الأقدر على إدارتها، فقد تعلمتُ ألا أقع تحت أى تأثير سوى مصلحة العمل».
واستطرد «قنديل» قائلاً: «ومن المواقف التي لا تُنسَى وتُحسَب للرئيس السادات أنه عندما وصلتنى شكوى من ضابط متقاعد فى الميناء، كان أحد المقربين من الرئيس السادات، قد أخذ منه الشغل، وسألتُ أحمد هلال، فقال: اكتبها لى. وبدوره أرسلها إلى السادات، فاعتقله بعد أن تأكد من صدق المعلومات»!! مضيفاً: «شقيقى الأكبر كان قد اتصل بمدير إحدى شركات البترول، واتصل بى هذا المدير، وقال إن أحمد بك طلب منى… وقبل أن يُكمِل قلتُ له: مين أحمد بيه اللى تقصده؟ قال: أخو سيادتك. قلت: بمناسبة إيه يطلب منك حاجة؟ اسمع ما تنفذلوش حاجة.. وعيب كده.. وكنت أطلب من كل القيادات أن تنقل لى تفاصيل أي اتصال من خارج البترول بهم؛ حتى لا يتم ابتزاز البعض من مسئولين أو أقاربهم».
انتزعنا صناعة المهمات من قبضة الأجانب
فى عام 1984 تولى «عبد الهادى قنديل» رئاسة هيئة البترول، وعن تلك الفترة يقول: «ما إن توليت رئاسة هيئة البترول، حتى غيَّرْتُ طريقة التفكير الخاصة بالهيئة بالكامل، فقد بدأتُ التصنيع المحلى؛ لأن الشركات الأجنبية كانت تستولى على أموالنا، ونحن مكتوفو الأيدى؛ لعدم قدرتنا على أن نحلَّ محلَّهم فى مجال التصنيع، بينما معظم خبراء تصنيع المهمات والمعدات المستخدمة فى البترول بالشركات الأجنبية مصريون، ولدينا الإمكانات، ولا ينقصنا شيء». مُستطرداً: «سألتُ «كمال حافظ» رئيس شركة «بتروجت»: لماذا لا نتولى مد خطوط أنابيب نقل الغاز والبترول البحرية فى المياه لشركة بترول خليج السويس «جابكو»؟ فأجاب:
نريد بارجًا لتنزيل المواسير وتغليفها فى المياه، وطلب 6 ملايين دولار، فوجهتُ بصرفها فورًا، وسافر «أحمد عز الدين هلال»، وقام بتدشين البارج فى هولندا، وجاءنى السفير الأمريكى مُحتجًّا؛ بدعوى أن الشركات الأمريكية هى التى تتولى تركيب الخطوط البحرية، وكان ردِّى عليه أن هذه الأعمال على أرض مصر وتخصُّنا، وسوف نتولى تنفيذ كل ما نستطيع تنفيذه».
«كان اهتمام السفارة الأمريكية بهذا الأمر ومحاولة منعنا من دخول نشاط فى الأعمال البحرية يؤكدان أن تلك الخطوة قد أصابتهم بالخوف من أن نستطيع إحراز تقدم فى تلك الأعمال التى كانت حكرًا عليهم وعلى الشركات الأجنبية الأخرى»، بحسب «قنديل» الذى أردف قائلاً: «لم يكن الأمريكان يغضبون لو كانت شركة أجنبية تولت تنفيذ هذا الخط البحرى؛ لأنهم لا يريدون لنا أن نتقدم، ومع إصرارنا على خوض التجربة والتنفيذ بكفاءة أوقفوا تدخلهم، ومن بعدها انطلقت «بتروجت»، التى لم يقتصر عملها على مصر، ولكنها تمددت فى 13 دولة عربية وإفريقية حتى الآن».
إقرأ فى الحلقة التاسعة :
انتزعنا التصنيع المحلى للمهمات لأن الشركات الأجنبية كانت تستولى على أموالنا
السفير الأمريكى احتج على تولى مصر تركيب الخطوط البحرية لهذا السبب
«بتروجت» لم يقتصر عملها على مصر بل تمددت فى 13 دولة عربية وإفريقية
مصطفى أمين هاجمنى لأن المجارى طفحت على شاطئ المنتزه
بعد تعيينى رئيسًا لهيئة البترول فى 1980 طلب منى هلال تدريب 5 أجيال على إدارة الشركات
طاقة نيوز تنشر كتاب حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات ( 1 )
مذكرات قنديل .. غضب عبد الناصر.. ومطلب السادات .. وحقل البترول الذى أنقذ مصر ( 2 )
مذكرات قنديل : لماذا استعان عبد الناصر بالشركات الأمريكية لاستكشاف البترول؟ ( 3 )
مذكرات قنديل : العناية الإلهية أنقذت مصر من مجاعة بترولية فى 67 ( الحلقة الرابعة )