ثابتسلايدرملفات وتقارير

مذكرات قنديل : محافظ الإسكندرية أطلق المجارى بالمعمورة ومصطفى أمين هاجمنى بسببها ( الحلقة التاسعة )

9 أكتوبر 2023 | بتوقيت 8:54 صباحًا

كتب:

انتزعنا صناعة المهمات من قبضة الأجانب

بعد تعيينى رئيسًا لهيئة البترول فى 1980 طلب منى هلال تدريب 5 أجيال على إدارة الشركات

واقعة مجارى المعمورة جعلتنا لا نتطوع بالتدخل فى أمور لا تخصنا

الحوار مع الوزراء كان صعبا لوجود اختلاف كبير معهم فى التفكير والقرار
هذا الرجل كان يعطينا حرية اتخاذ القرار دون تدخل وهو ما علمته لتلاميذى فيما بعد

 

تواصل “طاقة نيوز” نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود عام 2017 مع الرجل الذى تولى منصب وزير البترول – فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى عام 1992 – وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل.

والى تفاصيل الحلقة التاسعة والتى يكمل فيها «عبد الهادى قنديل» سرد قصة شركة بتروجيت الوليدة قائلاً:«مع تطور عمل «بتروجت» فى التصنيع المحلى تصادف أن تعرضت شواطئ الإسكندرية لطفح المجارى على وجه المياه فى الشواطئ، وكان «كمال حسن على» رئيس الوزراء، قد سبق وطلب منى مد خط لنقل المجارى إلى أبعاد فى المياه بنحو 400 متر، وكان المهندس «كمال مصطفى» يتولى رئاسة الفرع الشمالى للشركة، ومقره الإسكندرية، فتولى تنفيذ خطين: الأول فى الأنفوشى، والآخر فى سيدى بشر؛ لنقل صرف المجارى؛ لتبعد عن الشاطئ بطول 400 متر، وهذا معمول به فى العديد من دول العالم.

إلا أننى تعرضت لهجوم وانتقادات من الكاتب الصحفى مصطفى أمين؛ لأن المجارى طفحت على شاطئ المنتزه، بينما كانت الحقيقة أن طفح المجارى لم يكن إلا نتيجة لتصرف غير مسئول من محافظ الإسكندرية «فوزى معاذ» وقتها، حيث قام بفتح المجارى عند شاطئ المنتزه؛ فى محاولة لتخفيف الضغط على خطوط الصرف داخل الإسكندرية، وشرحتُ للكاتب الكبير الحقيقة، لكنه طلب منى أن أرسل ردًّا مكتوبًا، فقلت له: لسنا معنيين بالأمر، وليرد عليك المحافظ.

وكان هذا درسًا جعلنا ألا نعمل إلا فيما يخص البترول، ومن يومها قررت ألا نتطوع بالتدخل فى أمور لا تخصنا».
ويتابع: «قبل ذلك أذكر أن «أحمد عز الدين هلال» – رحمه الله – أخبرنى أن خط مياه انفجر فى الجيزة، وطلب منى إرسال فرق لمساعدة المهندس «حسب الله الكفراوى»، وكان وزيرًا للإسكان والتعمير، واكتشفنا أن خطوط المياه تسير تحت الترام ودون حماية كافية، وهو ما تسبب فى تآكل الخط ثم انفجاره.

كما حدثت واقعة مشابهة، عندما شبَّ حريق فى منطقة المعصرة بحلوان، وكان «يوسف صبرى أبو طالب» محافظًا للقاهرة، وأبلغونى بانفجار خط نقل الغاز القادم من السويس. كانت واجهة بيوت الأهالى تحترق بجوار مصنع أبو زعبل، بينما تعاملت أجهزة الإطفاء مع الحريق بشكل غير علمى، فكانت تضخ مادة الفوم، التى أحدثت تزلجًا للطريق، ولم تثمر نتائج إيجابية، فأوقفتُ ضخَّ الفوم؛ لأنه من الغازات، واستخدامه فى غير الغرض خطأ.

وكانت الكارثة تتلخص فى وجود مخازن ذخيرة خلف سور المصانع الحربية، فقطعنا الماسورة، ووجدنا أن خط السويس – القاهرة الناقل للغاز الطبيعى يمرُّ من داخل رصيف الشارع، بينما كانت المحافظة قد أزالت جزءًا من الرصيف، فقللت سُمك الطبقة المارة فوق الخط، وأنشأت فوقه موقفًا للأتوبيس.

بينما كانت وزارة الكهرباء بدورها – ودون العمل وفقًا للخرائط التى تمتلكها المحافظة والتى توضح مسارات كل المرافق – قد مررت كابل كهرباء فوق خط الغاز، وتصادف أن تم إجراء لحام للكابل فى الجزء المار فوق الخط.
وكانت النتيجة مع الوقت أن تآكل الخط؛ ليَحدث بعده الاشتعال، بينما كانت محافظة القاهرة بدورها قد شاركت فى تلك الكارثة بإنشاء موقف أتوبيس فوق الخط. وعندما تم فتح تحقيق فى هذه المشكلة، تأكد أن البترول التي تولت مد خط الغاز قامت بالتنفيذ طبقًا للمواصفات القياسية، ولم يكن من جانبنا أي خطأ؛ لأن العاملين فى البترول مدربون على أعلى مستوى».

التدريب يمنع الكوارث

أولَى «عبد الهادى قنديل» التدريب عناية خاصة، حيث يقول: «التدريب لدينا كان يتم لكل المستويات، وكنا ننظم دورات تدريبية فى الإسكندرية، وندير جلسات حوار يحضرها كل من الوزير ورئيس الهيئة ورؤساء الشركات، وكان أحد المعاهد المتخصصة التى أنشأتها الولايات المتحدة؛ بهدف إعادة تأهيل الضباط والجنود الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية نفسيًّا وعلاجهم من الصدمات العصبية، قد تحوَّلَ بعدها إلى معهد إدارة لمساعدة القيادات على التفكير، وكنا نتدرب فيه على كيفية إدارة مصالحنا».

متابعاً: «تأهيل وتدريب العاملين بالبترول يتم على مدار الساعة؛ لأن قطاع البترول متصل بالعالم، ولا بد أن يصل بتفكيره إلى مستوى التفكير العالمى، وليس على المستوى المحلى، وهذا هو الفارق بين قطاع البترول وباقى قطاعات الدولة».

وأردف «قنديل» قائلاً: «أذكر أننى كنتُ أتحدث مع المهندس «أحمد عز الدين هلال» حول القرارات التى تُتخذ فى إطار مجلس الوزراء فيما يتعلق بأمور البترول، فأقول له: كان لا بد أن تفعل كذا وكذا. منتقدًا الحلول التى تم اتخاذها فى مجلس الوزراء، فيقول لى مبتسمًا: غدًا سوف تكون مكانى، وتعرف العقليات التى نتعامل معها. وكان يقصد مجلس الوزراء؛ باعتبار أن الحوار مع الوزراء فى منتهى الصعوبة؛ لوجود اختلاف كبير بيننا وبينهم فى التفكير واتخاذ القرار».

ويعترف «قنديل» بأنه كان محظوظًا لتعرُّضِه لكثير من المواقف الصعبة وتعامله مع قيادات بترولية رفيعة المستوى، فيقول: «كنتُ محظوظًا لأننى أعطيت فرصة للتعلم من تلك المواقف، فضلاً عن تعاملى مع نخبة من القيادات الكبيرة، مثل: «أحمد عز الدين هلال» الذى جعلنى أشعر بالأمان وأنا أعمل معه، حيث كان يعطينا حرية اتخاذ القرار دون تدخل، وهو ما علمته لتلاميذى فيما بعد».

مضيفاً: «عندما تم تعيينى رئيسًا لهيئة البترول فى عام 1980 طلب منى أن أجهز 5 أجيال متدرجة فى الأعمار، وأن أدربهم جميعًا على إدارة الشركات، وطلبت كشوفًا بأسماء كل العناصر، بداية من مديرى الإدارات وما فوق، وكل من يثبت كفاءة أقوم بإجراء عمليات نقل له ما بين الشركات؛ لإكسابه المزيد من الخبرات والتعامل مع مختلف المواقف والظروف».

إقرأ فى الحلقة العاشرة :

توليت رئاسة «هيئة البترول» وعمرى 45 سنة و”وبّخت” مندوب السعودية فى سوميد

تألمتُ لإلغاء عيد البترول ذكرى استرداد حقولنا بسيناء ورفع العلم المصرى عليها

تسربت معلومات عن تغيير وزارى فاتصلت بـ «رمزى الليثى» وهنأته بالوزارة فقال: بل أنت إن شاء الله

وفيق زغلول حقق نجاحًا فى «بتروتريد» و«عمرو مصطفى» نجح فى هيئة البترول والإسكندرية و«آموك»

لم يكن هناك مانع من وضع شاب صغير بموقع «رئيس شركة»

اختلفت مع مبارك فأقالنى من وزارة البترول

طاقة نيوز تنشر كتاب حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات ( 1 )

مذكرات قنديل .. غضب عبد الناصر.. ومطلب السادات .. وحقل البترول الذى أنقذ مصر ( 2 )

مذكرات قنديل : لماذا استعان عبد الناصر بالشركات الأمريكية لاستكشاف البترول؟ ( 3 )

مذكرات قنديل : العناية الإلهية أنقذت مصر من مجاعة بترولية فى 67 ( الحلقة الرابعة )

 

مذكرات قنديل : ماذا فعل العدو الإسرائيلى فى معامل التكرير ردأ على إغراق إيلات ؟ ( الحلقة الخامسة )

مذكرات قنديل .. الرئيس السادات طلب عز الدين هلال للقاء سرى وعاجل لهذا السبب ( الحلقة السادسة )

مذكرات قنديل : القذافي أصابه الجنون لأن «السادات» لم يبلغه بموعد حرب أكتوبر ( الحلقة السابعة)

مذكرات قنديل : مبارك أوقف الحفر عن الغاز أمام استراحته منعًا لإزعاجه وقال: «ما حدش يحفر هنا وأنا موجود» ( الحلقة الثامنة )

زر الذهاب إلى الأعلى