مذكرات قنديل : مبارك أقال الحكومة لإصرار أحد وزرائها على معرفة رصيد البترول بالبنوك ( الحلقة 15 )

>> الرئيس الأسبق قال لى: إخفو الرصيد عن الحكومة حتى لايذهب فى المجارى

>> مبارك قال لى: إطلب محافظ البنك المركزى وأبلغه بأنك ستدفع الثمن

>> على نجم قاطعنى طول حياته لهذا السبب

>> رفضت التعيين مستشارًا للحكومة بعد إقالتى من الوزارة

>> حل جهاز تخطيط الطاقة خطأ فادح ارتكبه حمدى البنبى

>> قلت ليوسف والى : "وانت مالك" بعدما شكانى حسين عبد الله له

تواصل “طاقة نيوز” نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود عام 2017 مع الرجل الذى تولى منصب وزير البترول – فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى عام 1992 – وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل . والى تفاصيل الحلقة الخامسة عشر والتى يروى فيها «عبد الهادى قنديل» تفاصيل إقالة مبارك لحكومة على لطفى بسبب إصرار وزير الاقتصاد سلطان أبو على وعلى نجم محافظ البنك المركزى على معرفة رصيد هيئة البترول فى البنوك. وكشف عن أن مبارك قال له: اطلب محافظ البنك المركزى، وأبلغه أن الرئيس يبلغك فى حالة اطلاع اللجنة التى أرسلتها على أرصدة البترول، فسوف تدفع الثمن ، وبعدها أقال الحكومة بأكملها ، كما كشف عن أن الرئيس الأسبق قال له "حافظوا على رصيد البترول فى البنوك. ويا ريت تخفوه عن الحكومة؛ لأنها لو تحصلت عليه، فسوف يأكلون به، ويروح فى المجارى». [caption id="attachment_178449" align="aligncenter" width="500"]عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق[/caption] يُفصِّل «قنديل» الواقعة قائلاً: «وصلتنى معلومات من داخل البنك الأهلى بمحاولات «سلطان أبو على» معرفة كل ما يتعلق بتلك المبالغ، فأدركت ذلك، ولم يكن أمامى إلا تصعيد الأمر إلى الرئيس مبارك، وشهادتى للتاريخ أن الرئيس حسنى مبارك عندما علم بالرقم، قال: حافظوا على هذا الرصيد. ويا ريت تخفوه عن الحكومة؛ لأنها لو تحصلت عليه، فسوف يأكلون به، ويروح فى المجارى». مستطرداً أن: «الأزمة تصاعدت، وكانت سببًا فى الإطاحة بكل من: «على نجم» و«سلطان أبو على» وزير الاقتصاد فى حكومة «على لطفى»، حيث أصر على معرفة الرصيد الخاص بهيئة البترول، وذهب إلى البنك الأهلى، فاتصل بى أحد قياداته، وهو «أحمد إسماعيل»، وأخبرنى بمحاولة وزير الاقتصاد الاطلاع على رصيد الهيئة، وكان بصدد إرسال بعثة تقصى حقائق؛ للاطلاع على الأرصدة. [caption id="attachment_178450" align="aligncenter" width="600"]على نجم محافظ البنك المركزى الأسبق على نجم محافظ البنك المركزى الأسبق[/caption] بينما كان «محمود عبد العزيز» مدير عام الفرع الرئيسى بالبنك الأهلى، ولعب دورًا فى هذا الموضوع، فهو من أبلغ وزير الاقتصاد بالرقم، وهذا ما عرفناه بعد ذلك. فاتصلت فى البداية بـ«على نجم»، وقلت له: إحنا أصدقاء، وأرجوك اسحب بعثة البنك المركزى التى تريد الكشف عن أرصدة البترول؛ لأنها سوف تؤدى إلى نتائج سيئة. فقال لى: لا أستطيع؛ لأن وزير الاقتصاد هو من طلب ذلك، وهو رئيسى المباشر. وكنت أفهمته بحق الصداقة أن هذا طلب الرئيس، لكنه عاند وأصر على الكشف عن الأرصدة بشكل رسمى، فطلبتُ الرئيس «مبارك» فورًا، وكان بالإسكندرية، وأبلغتُه ما وصلنى من معلومات؛ حتى يتدخل؛ لأنه كان حريصًا على عدم إعلان تلك الأرقام، فقال لى: اطلب محافظ البنك المركزى، وأبلغه أن الرئيس يبلغك فى حالة اطلاع تلك اللجنة على أرصدة البترول، فسوف تدفع الثمن، فاتصلت بـ«على نجم»، وأبلغته بما دار بينى وبين الرئيس، وقلت له أنت المسئول أمام الرئيس عن ذلك، وخلال أيام وتحديدًا فى 18 نوفمبر 1986 كان مبارك قد أجرى تعديلاً وزاريّاً عالج به الموقف، حيث تم إقـالـة حـكومة علــي لـطـفى ووزيـر الاقتصـاد والتجـارة الخـارجيـة وكان يتبعهـا المــالية ومحافظ البنك المركزى على نجم،والذى ظل مقاطعاً لى طوال حياته. ما حقيقة رفضك لمنصب مستشار الحكومة؟ يجيب «قنديل» قائلاً: «بعد خروجى من الوزارة بشهرين فى عام 1985، اتصل بى عاطف صدقى، وقال لى: ليه مش بترد على التليفون الـ «بى بى إكس» الخاص؟ قلت له: لقد فصلت التليفون بعدما تمت إقالتى. قال لى: أنت مستشارنا. قلت له: أنا مش مستشار لأحد، وطلب أن أذهب لتناول الغداء معه، وافقت وأخبرته أننى معى نائب رئيس البنك الدولى ومعه الدكتور هانى العمرى، والذى يعرض علىّ العمل معهم؛ لتولى موقع «مسئول التمويل» لمشروعات البنك فى مصر بعد وفاة «شريف حسن». وأنا كنت أجهز شركات التسويق لأن تعمل فى مجالات أخرى، مثلما تعمل شركات «موبل» و«شل» و«إسو». ولأن شركتى القطاع: «مصر» و«الجمعية التعاونية» لا بد من إطلاق أيديهما فى السوق وخارج قطاع البترول، والمنافسة فى كل المجالات. عندما ذهبت إلى الدكتور «عاطف صدقى»، وطلب منى أن أقنع الدكتور «حمدى البنبى» بتوفير فلوس للحكومة من البترول، قلت له: ليس لى شأن بهذا الموضوع. وقلت: أنتم من أتيتم به، وعليكم أن تقنعوه. قال: هو لا يعرف شيئًا. قلت له: بطل لف ودوران.. فأنا من قام بتأسيس النظام المالى لقطاع البترول، حيث تدخل موارده من التصدير على البنك الأهلى فى لندن، وتبقى به لمدة 3 أشهر، ثم تدخل البنك الأهلى بالقاهرة، ونقدم حصة الحكومة الموجودة فى الميزانية والباقى يحجز لصالح البترول يستقطع منه 5% كسندات للطاقة البديلة. لكن عاطف صدقى قال لى: نحن فى موقف صعب وفى أمس الحاجة إلى مبالغ كبيرة. قلت له: ما الرقم الذى تريده؟ قال: 2.5 مليار جنيه يحتاج إليها الدكتور«صلاح حامد» محافظ البنك المركزى، فقلت: إن البنك المركزى لديه 1.6 مليار جنيه لقطاع البترول، نضعها لديه دون فوائد طبقًا للقانون، فأصابته الدهشة، وقال: لم يطلعنى وزيرالمالية على ذلك. اتصل «صدقى» فورًا بـ«صلاح حامد»، وسأله: لماذا لم تخبرنى أن لديك 1.6 مليار جنيه لصالح البترول؟ فقال له حامد: وأقول لحضرتك ليه؟ فقال صدقى: أنا محتاج 2.5 مليار جنيه حالاً.. لكننى أكملت كلامى وقلت لصدقى: إذا سحبت من رصيد البترول هذا المبلغ، فسوف يسألك البنك الدولى: أين كانت تلك المبالغ؟ ولماذا كانت مصر تخفيها؟ والحقيقة أن تلك المبالغ مُخصصة فى ذلك الوقت لصالح الطاقة النووية، وكان إجمالى المبلغ المخصص لهذا الغرض 3.4 مليار جنيه، وقلت له: لو تم التفريط فى هذه المبالغ هتروح الحكومة فى داهية. ورغم ذلك تم سحب المبلغ، وساءَلَ البنك الدولى الحكومة عن مصدره، ونتجت عن ذلك أزمات مع البنك الدولى، حسبما علمت من زملائنا بالقطاع». «كان «أحمد عز الدين هلال» رجلاً من أعظم القيادات ليس على مستوى مصر، ولكن على مستوى العالم، وكان يفكر فى كل شىء، ولا يترك شيئًا للمصادفة، فقد أنشأ جهاز تخطيط الطاقة، وأسنده إلى الدكتور «حسين عبد الله»، ولكن ما حدث أن اهتمام الجهاز بالجانب الأكاديمى فقط هو ما جعله كأن لم يكن. وكنت أطلب منهم أن ينزلوا للمصانع؛ لدراسة وضع الطاقة والاستهلاك على أرض الواقع والبدائل التى يمكن أن تحل محل الوقود التقليدى»، هكذا يروى «عبد الهادى قنديل»، مضيفاً:« كنتُ أصطحب «حسين عبد الله» معى فى سفرى للخارج؛ للتعرف على ما يقومون به هناك، وفى إحدى المرات تشاجر مع الدكتورة «ميرفت التلاوى»، وكانت سفيرة مصر فى فيينا، وكنا نحضر مؤتمرًا لـ«أوبك» هناك، فطلبت منى الانضمام للوفد، فقمت بضمها؛ لأنها كانت تريد أن تعرف ما يدور فى «أوبك». [caption id="attachment_178447" align="aligncenter" width="380"]سلطان أبو على وزير الاقتصاد الأسبق سلطان أبو على وزير الاقتصاد الأسبق[/caption] وفى إحدى الجلسات التى لم أكن أحضرها ومن المفترض أن ترأس هى الوفد المصرى، رفض حسين عبد الله ، وأصر على رئاسة الوفد. وقمت باستبعاده من الجهاز؛ لأن فكره كان خياليًّا، ولا يرتبط بالواقع، وعلى أن يبقى هو «وكيل أول وزارة»، وبعد تركى للوزارة أراد «البنبى» نقل الجهاز للكهرباء، فرفض المهندس «ماهر أباظة»، فتم حلُّ الجهاز، وهذا خطأ فادح». وأردف «قنديل»: «فى الولايات المتحدة الأمريكية «energy bill» وهى فاتورة استهلاك الوقود المقدسة؛ لأن استهلاك أمريكا من المنتجات البترولية مراقب من الدولة، وهذا هو السبب الذى جعل الرئيس السابق دونالد ترامب يقول: أنا أنسحب من اتفاقية باريس والخاصة بالحفاظ على البيئة. لماذا فعل ذلك؟ لأنه أراد أن يفتح المجال لمصانع لتعمل دون تحمل تبعات ارتفاع نسبة انبعاثات الكربون التى تنتج عن تلك المصانع». مضيفاً: «اعتبر حسين عبد الله استبعاده من رئاسة الجهاز تصرفًا شخصيًّا منى ضده، وذهب إلى يوسف والى أمين عام الحزب الوطنى وشكانى إليه، فاتصل بى «والى»، فقلت له: وانت مالك؟ لماذا تتدخل؟ فقال: هذا دور الحزب. قلت له: هو وكيل وزارة للشئون العربية. وعندما تنصلح الأمور مع الدول العربية، سوف أعيده إلى موقعه، ونحن الآن فى مقاطعة مع الدول العربية. [caption id="attachment_178448" align="aligncenter" width="800"]المهندس شريف إسماعيل وزير البترول الأسبق المهندس شريف إسماعيل وزير البترول الأسبق[/caption] وعندما عادت العلاقات بالفعل مع الدول العربية، اصطحبته معى إلى أبو ظبى، وطلبوا منى أن أتولى رئاسة أوابك، وكان هذا فى غير دور مصر، وهو كنوع من التكريم؛ لرغبتهم فى الاستفادة من خبرتنا». وجهاز تخطيط الطاقة كان قد تم إنشاؤه بالقرار الجمهورى رقم 112 لسنة 1983، وتم تحديد 8 مهام أساسية له، منها التخطيط الشامل وتقديم المساعدة الفنية وترشيد وتحسين استخدامات الطاقة، وكانت وزارة البترول فى عام 2014 قد أعلنت عن نيتها فى اعادة الجهاز للحياة؛ ليصبح حسب تعبير المهندس شريف إسماعيل وزير البترول وقتها الذراع الفنية للمجلس الاعلى للطاقة من خلال إعداد الدراسات وتقيم الموقف والتخطيط للوزارة، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك. [caption id="attachment_178451" align="aligncenter" width="323"]على لطفى رئيس الوزراء الأسبق على لطفى رئيس الوزراء الأسبق[/caption] إقرأ فى الحلقة 16 يوسف والى كان دايما يقول لى: سيتم محاكمتكم على الفلوس اللى بتصرفوها .. فشكوته لأبو غزالة 4.5 مليار دولار للطاقة البديلة شفطتها الحكومة >> طلبت من عز الدين هلال مقراً لبحوث البترول فقال: عندما تصبح وزيرًا مكانى افعل ما تريد >> عارضت فكرة استصلاح وزراعة البترول 6 ملايين فدان فى الجنوب بالقمح لأن الأرض صخرية >> خصصت نسبة من عائدات البترول كسندات للطاقة البديلة فى البنك المركزى >> خطة الدولة بربط الصناعة بالبحث العلمى فشلت لأن الصناعة فى وادٍ والبحث العلمى فى وادٍ آخر >> «كمال حسن على» طلب منى أن أعمل للثروة المعدنية مثلما عملت للبترول >> طلبوا منى مليونى دولار فى طائرة ثمنها نصف مليون لاستخدامها فى الاستكشاف والتصوير الجوى

طاقة نيوز تنشر كتاب حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات ( 1 )

مذكرات قنديل .. غضب عبد الناصر.. ومطلب السادات .. وحقل البترول الذى أنقذ مصر ( 2 )

مذكرات قنديل : لماذا استعان عبد الناصر بالشركات الأمريكية لاستكشاف البترول؟ ( 3 )

مذكرات قنديل : العناية الإلهية أنقذت مصر من مجاعة بترولية فى 67 ( الحلقة الرابعة )

 

مذكرات قنديل : ماذا فعل العدو الإسرائيلى فى معامل التكرير ردأ على إغراق إيلات ؟ ( الحلقة الخامسة )

مذكرات قنديل .. الرئيس السادات طلب عز الدين هلال للقاء سرى وعاجل لهذا السبب ( الحلقة السادسة )

مذكرات قنديل : القذافي أصابه الجنون لأن «السادات» لم يبلغه بموعد حرب أكتوبر ( الحلقة السابعة)

مذكرات قنديل : مبارك أوقف الحفر عن الغاز أمام استراحته منعًا لإزعاجه وقال: «ما حدش يحفر هنا وأنا موجود» ( الحلقة الثامنة )

مذكرات قنديل : محافظ الإسكندرية أطلق المجارى بالمعمورة ومصطفى أمين هاجمنى بسببها ( الحلقة التاسعة )

مذكرات قنديل : اختلفت مع مبارك فأقالنى من وزارة البترول ( الحلقة العاشرة )

مذكرات قنديل : محافظ الجيزة أمر بالقبض على المهندسين الذين يتولون توصيل الغاز للمنازل ( الحلقة الحادية عشر )

مذكرات قنديل : حكاية بناء أول حفار للتنقيب عن البترول فى مصر ( الحلقة الثانية عشر )

مذكرات قنديل : قصة استيلاء أحمد عز على حديد الدخيلة وانتزاعها لحساب شخص آخر ( الحلقة 13 )

مذكرات قنديل : وزير المالية طمع فى فلوس البترول .. ومبارك قال لى كَتٍمْ عليها ( الحلقة 14 )